للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مسئولون عن أنفسهم وما يحدث لهم، فإن الظروف الاجتماعية والاقتصادية وسلسلة من المتغيرات الأخرى ربما تشارك فيما يصدر. إن التفاعل الاجتماعي داخل الأسرة لا يحدث بين الطفل ووالديه، بل يحدث بين كل أفراد الأسرة بالإضافة إلى الظروف والمتغيرات المحيطة. والأمر هنا ليس بين طرفين، بل يمكن تشبيهه بميدان مع طرق متقاطعة.

وترجع أهمية الأسرة في تنشئة الأبناء إلى ما يلي:

- إن الأسرة وما تشتمل عليه من أفراد هي المكان الأول الذي يتم فيه باكورة الاتصال الاجتماعي الذي يمارسه الطفل مع بداية سنوات حياته الذي ينعكس على نموه الاجتماعي الذي يمارسه الطفل مع بداية سنوات حياته الذي ينعكس على نموه الاجتماعي فيما بعد.

- إن القيم والتقاليد والاتجاهات والعادات تمر بعملية تنقية من خلال الآباء متخذة طريقها إلى الأبناء بصورة مصفاة وأكثر خصوصية. فهناك عوامل كثيرة تتدخل في إكساب الأبناء القيم والتقاليد منه: شخصية الوالدين، والمستوى الاجتماعي والاقتصادي للأسرة، وجنس الابن، وهذا ما تعرضنا له في النموذج المقترح في الفصل الخامس. فالمعايير والقيم المرغوب تشكيلها في فتاة من طبقة اجتماعية منخفضة ووالد متسلط سوف تختلف بالتأكيد عن المعايير والقيم المرغوب تشكيلها في فتاة من طبقة اجتماعية راقية ووالد متسامح.

ويعتبر الآباء بمثابة مصفاة Filter تصفي أو تنقي القيم قبل عبورها إلى الطفل، كما أنهم نماذج Models أمام الأطفال يقلدونها.

- الأسرة هي المكان الوحيد في مرحلة المهد وما بعدها بقليل للتربية المقصودة ولا تستطيع أي وكالة أخرى تقريبا أن تقوم بهذا الدور، فهي تعلم الطفل اللغة وتكسبه بدايات مهارات التعبير.

- الأسرة هي المكان الذي يزود الأطفال ببذور العواطف والاتجاهات اللازمة للحياة في المجتمع.

الأسرة أول موصل لثقافة المجتمع إلى الطفل.

- الأسرة أكثر دوما وأثقل وزنا من باقي الوكالات المؤثرة على الطفل وبخاصة في مرحلة الطفولة، وأكثر أهمية في تأثيرها من تأثير الجيران والأقارب والأقران وحتى المعلمين.

<<  <   >  >>