للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(ب) ما نالوه في العالم الإسلامي:

١ ـ جعلوا كثيرا من المسلمين يتشككون بكل القيم الإسلامية وينظرون إلى الإسلام وكأنه متهم في قفص وجعلوا أيضا كتاب المسلمين يعتمدون على أقوالهم في بحوثهم وكتبهم حتى في ما يتعلق بتاريخ الإسلام والمسلمين.

٢ ـ ولدوا بهذا رغبة عند كثير من المسلمين لترك دينهم، ولكنهم بقوا منتسبين إليه شكلًا، وذلك عندما صور الغرب لهم بأنه مركز الخير. ولما كانت القيم الغربية مختلفة وقد أخذ المسلمون باعتناقها اختلف المسلمون في ما بينهم فسهل استعمارهم، وذلك لأن الفكرة هي أهم ما يحرك البشر فهي مادة التوجيه، فالاستعمار الفكري أشد أنواع الاستعمار وأطوله , ولذلك حرر الإسلام أتباعه فحرك طاقاتهم وأطلقها نحو خير الإنسانية وتحقيق سعادة الأفراد والجماعات.

٣ ـ استطاعوا تقسيم المسلمين إلى أعراق وقوميات، وإن نظرة إلى العالم الإسلامي في هذه الأيام توضح المدى الذي وصلوه في ذلك.

٤ ـ استطاعوا تجميد فعاليات المسلمين تمامًا فضعفوا وطال استعمارهم فانتشر بينهم المرض والجهل والفقر ومظاهر التخلف , ومن حيث لا يشعرون ولدوا بهجومهم هذا رد فعل قوي عند المسلمين، فأخذ علماء المسلمين يعيدون غرس القيم الإسلامية في نفوس المسلمين، فالمتهم الذي وضع في القفص ظلمًا وعدوانًا لم يعدم ممن يثبت براءته من كل ما اتهم به , ويضع مكانه من اتهموه ظلمًا وعدوانًا , وقوي رد الفعل هذا حتى استطاع بما عمله أن يعيد الروح الإسلامية من جديد إلى المجتمعات الإسلامية , فأخذت هذه المجتمعات تدحر المعتدين في المعركة تلو المعركة , وتبدأ بإعادة بناء حياتها على قيم الإسلام وقواعده.

٥ ـ شغل المسلمين عن الجهاد والدعوة إلى الإسلام بالحكمة والموعظة الحسنة بإحدام النقاش والجدال بينهم في الأمور الخلافية البسيطة , ومحاولتهم تطوير هذا الاختلاف بالفكرة إلى عداوة وبغضاء بين المسلمين؛ فقد قام المستشرقون وتلامذتهم بإثارة الأمور البسيطة التي كان المسلمون قد اختلفوا فيها من جديد , وذلك حتى يشغلوا المسلمين ويفرقوا كلمتهم مثل الخلافات المذهبية في العبادات والمعاملات , وكذلك بإثارة أمور لا علاقة لها بتبليغ الرسالة وإنما هي ترف فكري لشغل المسلمين عن هذا التبليغ كالجبر والاختيار، بل إثارة خلافات في منتهى البساطة وعدم الاهمية كالخلافات في ضم اليدين أو إسبالهما في الصلاة.

<<  <  ج: ص:  >  >>