للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سبل المواجهة:

بعد هذا الاستعراض لبدايات الغزو الثقافي وأبعاده وما حققه من نتائج في بلاد العرب والمسلمين وغيرها من بلاد الدنيا , كيف تكون المواجهة؟ ليست القضية بهذه السهولة، ومما يمكن معالجته في بحث عاجل ولا في دراسة محدودة، إنما هو أمر في غاية الأهمية , ويتطلب تكاتف الجهود وإعداد الخطط والبرامج والدراسات والبحوث، وإنني أقترح نقاطًا للبحث في هذه القضية الكبرى:

١ ـ الحرص على بيان سماحة الإسلام وأنه جاء لخير الإنسان وسعادته في الدنيا والآخرة. وبحيث يكون ذلك على المستوى العالمي وباللغات الحية جميعها.

٢ ـ الاستفادة الفاعلة والمدروسة من أساليب العصر في البيان وبخاصة في مجالات الإذاعة والتلفزيون وعبر الأقمار الصناعية والتي لا تعرف الحدود مما يمكن من إيصال كلمة الحق والخير إلى جميع أنحاء الدنيا دون إهمال لكل وسيلة متاحة مثل الصحف والمجلات وكتب التعريف وعقد المؤتمرات والندوات وإقامة المراكز والمساجد.

٣ ـ الاستفادة من انتشار أفكار الحرية والديمقراطية في المجتمعات الإنسانية لنشر الفكر الإسلامي والتعريف به بعلمية وموضوعية.

٤ ـ الاهتمام بمواجهة القضايا المعاصرة بحلول إسلامية والعمل على نقل حلول الإسلام لهذه المشكلات إلى التنفيذ والممارسة لأن التطبيق الناجح هو أفعل طرق الدعوة والبيان.

٥ ـ العمل على تأكيد مظاهر وحدة المسلمين وتكاملهم على كل الأصعدة وحل خلافاتهم ومنازعاتهم فيما بينهم بالطرق السلمية وفق أحكام الشريعة المعروفة إفسادًا لمخططات الغزو الثقافي في تفتيت وحدة المسلمين وزرع الخلافات والمنازعات بينهم.

٦ ـ العمل على بناء قوة المسلمين واكتفائهم الذاتي اقتصاديا وعسكريًّا.

٧ ـ الحرص على النهوض بمناهج التربية والتعليم بهدف إعداد الأجيال الإعداد المناسب الذي يحصنهم من كل مظاهر الغزو الثقافي.

٨ ـ تطوير مناهج إعداد الدعاة بهدف التأكد من إدراكهم لروح الإسلام ومنهجه في بناء الحياة الإنسانية بالإضافة إلى اطلاعهم على ثقافة العصر ليكون تعاملهم مع المجتمعات المعاصرة عن وعي وبصيرة.

٩ ـ الاهتمام بخطب الجمعة وتطوير الأداء فيها لمواجهة كل مظاهر الغزو الثقافي وآثاره وتعريف المسلمين بدينهم التعريف السليم المتكامل.

١٠ ـ رد كل الشبهات التي أثارها أعداء الإسلام بثقة وقوة ودون اللجوء إلى أساليب الدفاع التبريري مما يصلح لبيان مستقل ليس هنا مجال الحديث عنه.

١١ ـ الاهتمام بدراسة الأفكار الوافدة والمبادئ المستوردة والتعريف بمظاهر قصورها ونقصها بأمانة وموضوعية.

١٢ ـ ترشيد الصحوة الإسلامية ومعالجة كل مظاهر التزمت والانغلاق وبناء الشخصية الإسلامية السوية التي تقدم للمجتمع الإنساني صورة مشرقة للتطبيق الإسلامي على المستوى الفردي والجماعي وفي كل مجالات الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

الدكتور عبد السلام داود العبادي

<<  <  ج: ص:  >  >>