للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولقد والله يؤلمني جدّا ما أسمعه في أروقة المنتديات العلمية والمراكز الثقافية في العالم العربي الإسلامي؛ من سخرية من الكتاب المسلمين بالغمز واللمز من أسلوبهم الخطابي وطنطناتهم ومبالغاتهم ومجافاتهم مناهج البحث في هذا العصر، وبعدهم عن الموضوعية، وروح البحث العلمي المجرد، وكل ذلك سببه فيما أحسب ضيق العَطَنى وقصر النظر، وقلة الثقافة المعاصرة، والبعد عن معرفة الآخرين، وأفكارهم وأنماط سلوكهم وحياتهم، والتقوقع على الذات، والاكتفاء بالتشهير والتحقير للغير، من حيث يتخذ ذلك الغير هذا كله سلاحًا ضد المسلمين، يقول زورًا وبهتانا للناس: انظروا, أنا إنسان باحث موضوعي أريد الوصول إلى الحقيقة المجردة، وهؤلاء الكتاب المسلمون حاقدون شانئون، لا يريدون إلا محاربتي ومناصبتي العداء ... !! فاحكموا أنتم بيننا ... !!

أنا لا أريد للمسلم ولا سيما إذا كان كاتبًا أو عالمًا أو داعية أن يكون أسلوبه أسلوبًا سوقيًّا رخيصًا في معالجة القضايا المصيرية، فيكون قد جنى على دينه وقومه قبل كل شيء، بل أريد له أن يتأدب بأدب القرآن , قال تعالى مخاطبًا نبيه ـ عليه الصلاة والسلام ـ ومعلما إياه أدب المناظرة مع المشركين الأعداء: {وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} .

فما أعظم أسلوب القرآن، وما أبعد الكتاب الإسلاميين اليوم في الأعم الأغلب عن أدب هذا الوحي الأعلى؟ ‍!

<<  <  ج: ص:  >  >>