للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن الشبه التي يثيرونها: اتهامهم الشريعة بالهمجية والوحشية:

وكثيرًا ما يذكرون على سبيل المثال عقوبات رجم الزاني وقطع يد السارق وطريقة تنفيذ حكم القصاص في الشريعة الإسلامية.

وأنا كنت أحضر دورة للغة الفرنسية في باريس عام ١٩٨٣م، فرأيتهم أكثر من مرة يعرضون على التلفزيون صورة لشخص نفذ فيه حكم الإعدام في المملكة العربية السعودية، والرجل ملطخ بدمائه وفي بعض المرات يكون رأسه مفصولًا عن جسده، ويعرضون الصورة مدة طويلة بدون أن يذكروا الجرائم التي ارتكبها هذا الشخص حتى استحق هذه العقوبة، وقصدهم من ذلك إثارة المشاهدين وتنفيرهم عن الإسلام؛ لأنهم لو ذكروا لهم ما ارتكبه هذا الشخص من جرائم منافية لكل القيم الدينية والمبادئ الإنسانية لوجدوا أن هذه العقوبة كانت مناسبة له، بل وخفيفة في حق هذا الشخص، ولكن يتعمدون إخفاء ذلك ولسان حالهم للمشاهدين انظروا إلى وحشية الإسلام فإنه دين يتسم بالقسوة والهمجية ولا يصلح دينًا للإنسان المتحضر أو للمجتمع الراقي إلى آخر ما يقولونه من أباطيل.

ونقول: إن هؤلاء يصدق فيهم قول الشاعر العربي:

ومن يك ذا فم مر مريض يجد مرًّا به الماء الزلال

فهؤلاء قد نجم عن فساد ذوقهم ومرض قلوبهم وطمس بصيرتهم أمران:

أحدهما: أنهم أصبحوا لا يرون الباطل باطلًا ولا يقيمون وزنًا للقيم والمبادئ الخلقية، فالزنا مثلًا واللواط وشرب الخمر والتعري في الأماكن العامة والتزاوج بين الرجال يعتبر عندهم أمورًا عادية، ولا يتحملون أن يلام عليها الإنسان فضلًا عن أن يعذب عليها، ولا يخفى على إنسان عاقل ما في هذه المعاصي من أضرار مادية ومعنوية للأفراد وللمجتمع فلا يستسيغها إلا من كان مريض القلب فاسد الذوق.

<<  <  ج: ص:  >  >>