للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(ل) دليل السيرة النبوية: فقد عرف رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بين قومه على مدى أربعين سنة قبل الوحي بالصادق الأمين، وأصبح ذلك علمًا عليه، فإذا أطلق انصرف إليه ـ صلى الله عليه وسلم ـ ولم تمنع العداوة التي كانت عند المشركين للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ودعوته، أن يستمروا على ما عرفوه ويشهدوا به في كل مكان كما حدث من أبي سفيان عند هرقل ملك الروم (١) , فمن غير المعقول بعد هذا الرصيد الطويل وهذه الشهادة العامة أن يكذب محمد في نسبة القرآن إلى الله (٢) .

وصدق الله العظيم: {قُلْ لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلَا أَدْرَاكُمْ بِهِ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِنْ قَبْلِهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ} (٣) .

وكان الواجب عليهم بعد هذا الإقرار النبوي أن يأخذوا منه الدليل على صدقه في نسبة القرآن إلى الله، لا تكذيبه والشك فيه.


(١) رواه الشيخان: انظر الحديث بتفاصيله في عون الباري لحل أدلة صحيح البخاري: ١/ ٧٧ ـ ١١٢
(٢) النبأ العظيم: ص ٢٣
(٣) سورة يونس: الآية ١٦

<<  <  ج: ص:  >  >>