للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فماذا عن حياة الجسم وموته؟

خلق جسم الإنسان من طين هذه الأرض لأن كل مكونات الجسم موجودة في تراب هذه الأرض.. وجعله الله تعالى نطفة ثم علقة فمضغة فعظامًا فلحمًا، ثم نفخ فيه الروح وبذلك صار "خلقًا آخر" كما قال ابن عباس والشعبي وأبو العالية والضحاك ثم بعد ذلك صار في الحياة الدنيا بشرا..

وجسم الإنسان مكون من خلايا. وخلايا الجسم تموت وتحيا.. كل خلية لها أجل مسمى.. تموت بعده وتنتهي وتحل محلها خلايا جديدة. (١) وذكر بعض الباحثين أن ١٢٥ مليون خلية تموت في جسم الإنسان كل دقيقة وتحل محلها خلايا جديدة.. وتتساقط الخلايا من الجسم كما تتساقط أوراق الشجر الميتة من أشجارها.. وأن الذرات التي تكون جسم أي إنسان منا غير موقوفة عليه.. فهي تأتي له من مصادر شتى.. وبعد أن تغادر الجسم تذهب إلى مصادر شتى كذلك. (٢)

فجسم الإنسان يموت ويحيا ثم يموت ويحيا في الحياة الدنيا، وهو حي يرزق.. إذن فسر الحياة غير متعلق بموت الجسم أو حياته. (٣) وهذه حقيقة ينبغي أن نلتفت إليها في بحثنا عن بدء حياة الإنسان ونهايتها.

ما هي النفس البشرية ومتى تحيا ومتى تموت؟

- اختلف العلماء بشأنها.. فهل هي كائن منفصل عن الجسم والروح؟

- أم هي كائن نشأ من التقاء الروح بالجسد؟

ونرجح أن النفس البشرية شيء غير الروح البشرية، لأن الروح ذكرت في القرآن والسنة تنفخ في الجسد، ولم تذكر النفس.. كذلك فالنفس تأمر بالخير والشر.. أما الروح فهو الخير الخالص لأنه من أمر الله.. فأوجب ذلك أن تكون النفس البشرية غير الروح البشرية على قدر ما نعلم.

وقال الإمام أبو حامد الغزالي المتوفى ٥٠٥هـ. عن النفس البشرية: (٤) "إن النفس هي الأصل الجامع للصفات المذمومة في الإنسان" وروى البيهقي عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أعدى عدوك النفس التي بين جنبيك)) .


(١) سنريهم آياتنا للدكتور أحمد شوقي إبراهيم.
(٢) العلوم الذرية الحديثة في التراث الإسلامي (لأحمد عبد الوهاب)
(٣) الإسلام يتحدى: وحيد الدين خان.
(٤) إحياء علوم الدين الجزء ٣ ص ٤ للإمام أبي حامد الغزالي

<<  <  ج: ص:  >  >>