للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثانيها: أن ذكر الله شرط لصحة التذكية، ولكن يسقط اشتراطه في حال النسيان، فيحل أكل المذكى دونه، أما في حالة العمد فلا تصح دونه التذكية، ولا يحل مع تركه المذبوح، وبه قال إسحاق وروي عن أحمد بن حنبل، وقاله في الكتاب مالك وابن القاسم، وهو قول أبي حنيفة وأصحابه والثوري والحسن بن حي وعيسى وأصبغ، واختاره النحاس (١) ، وبه قال الناصر والقاسمية (٢) ، وعزاه في بيان الشرع (٣) إلى الإمام أفلح (٤) بن عبد الوهاب، وحكى أنه نسبه إلى الإمام أبي الشعثاء جابر بن زيد، واعتمده الإمام اطفيش في الهيميان (٥) ، ويجنح إليه كلامه في التيسير (٦) ، ونسبه ابن كثير (٧) إلى جماعة منهم الإمام علي وابن عباس، رضي الله عنهم من الصحابة، وسعيد بن المسيب وعطاء وطاووس والحسن البصري وأبو مالك وعبد الرحمن بن أبي ليلى، وجعفر بن محمد وربيعة بن أبي عبد الرحمن، وذكر ابن قدامة أن حنبل نسبه إلى أبيه الإمام أحمد إلا أنه نسب إلى الخلال أنه قال: سها حنبل في نقله، فإن في أول مسألته: إذا نسي فقتل لم يأكل (٨)


(١) تفسير القرطبي: ٧/ ٧٥, وانظر البحر المحيط لأبي حيان: ٤/ ٢١٢, وأحكام القران لابن العربي: ٢/ ٧٤٩, وبداية المجتهد: ١/ ٤٤٨, والمنتقى للباجي: ٣/ ١٠٤؛ والاختيار: ٥/ ١٥٩, والبحر الرائق: ١/ ١٩١, وبدائع الصنائع: ٦/ ٢٧٧٨
(٢) نيل الأوطار: ٩/ ١٠
(٣) بيان الشرع: ٢٧/ ١١
(٤) هو الإمام أفلح بن عبد الوهاب بن عبد الرحمن الرستمي، ثالث أئمة الدولة الرستمية بتيهرت، كان شجاعا مقداما، وكانت أيام إمامته أيام عدل وإنصاف واستقرار، دامت إمامته رحمه الله ستين عاما، انظر طبقات المشايخ بالمغرب
(٥) هيميان الزاد: ٦/ ٢٤٠
(٦) تيسير التفسير: ٣/ ٤٣٧، ٤٣٨
(٧) تفسير القرآن العظيم: ٢/ ١٧٠
(٨) المغني: ٣/١١

<<  <  ج: ص:  >  >>