للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأعود إلى موضوع النواقض فأقول بأن الكلمات تأتي في اللغة العربية مشتركة لها أكثر من معنى، فكلمة الرفث قد تستعمل أحيانًا بمعنى رفث اللسان، وتستعمل بمعنى الوقاع، ومن مجيء الرفث بمعنى رفث القول قول الشاعر:

ورب أسراب حجيج كُظَّمٌ عن اللغى ورفث التكلم

المقصود بالرفث هنا القول الذي يصدر من اللسان.

ويأتي الرفث بمعنى الوقاع نفسه بدليل قول الشاعر أيضًا:

ويرين من أنس الحديث زوانيا وبهن عن رفث الرجال نفار

فالمراد بالرفث هنا هو الوقاع.

ولا ريب أن الرفث الذي خرم في الصوم ليس هو كل ما يتعلق بالجماع حتى النظر من الرجل إلى امرأته النظرة بشهوة إلى غير ذلك؛ لأن هذا مما لم نعرفه من قبل ولو أطلقنا ذلك لترتب على ذلك ضرر كبير، والله تبارك وتعالى ما جعل علينا في الدين من حرج.

<<  <  ج: ص:  >  >>