للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وها هو (خليل عبد الكريم) يؤكد هذا الهدف للفاتحين المسلمين فيقول:

(ونسلط الضوء على عجز الخبر، وهو إجهاض الغازين العرب لأهل فارس عن كرائم أموالهم، فاستدلوا عليها وعلى سائر ما في قصور كسرى وما جمعه شيرين ومن بعده من تحف وكنوز - ونهديه وأمثاله التي تبلغ مئات إلى الذين مازالوا يصدقون ما قاله ربعي، من أنهم ما أتوا إلا لهدف يتيم وهو إخراج أهل البلاد المغزوة من ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة، ومن عبادة العباد إلى عبادة رب العباد) (١) .

ومن هذا القبيل إشادة (سيد القمني) برأس المنافقين (ابن سلول) : فالكاتب يشيد بعبد الله بن أبي بن سلول الذي وصفه القرآن بالنفاق، فيصفه هذا الكاتب بالحنكة العسكرية والسياسية، والترفع عن المغانم والأنفال، حيث يقول:

هذا بينما كان (عبد الله بن أبي بن سلول) ذلك الذي تصفه كتب السيرة بأنه زعيم المنافقين، يرى غير ذلك، والجهاد عنده هو الجهاد سواء داخل المدينة أم خارجها، ولا يجد - وهو الرجل الموسر - في المغانم رغبة، قدر ما كانت نظرته تقدم على رؤية تعمل الخبرة القتالية، والحكمة العسكرية) (٢) .

أهداف العلمانيين ووسائلهم:

انتشر في صفوف الأجيال الحديثة من أبناء المسلمين الكثير من الأفكار المشوهة عن الإسلام وتاريخه، ولا شك أن هذه الأفكار من آثار مكايد المستعمرين والمستشرقين والملحدين أعداء الإسلام، ومن ورائهم الكيد اليهودي الذي يقف دافعًا ومحركًا لها.


(١) الصحابة والصحابة، خليل عبد الكريم، ص٢٥٨.
(٢) حروب دولة الرسول (١) ، سيد محمود القمني، ص١٣٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>