للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ذكر الميازيب]

وأما الميازيب: فميزاب عمله الشيخ أبو القاسم رامشت صاحب الرباط المشهور بمكة، وصل به خادمه "مثقال" بعد موته مع تابوته في سنة سبع وثلاثين وخمسمائة١.

وميزاب أنقذه الخليفة المقتفي العباسي٢ في سنة إحدى وأربعين وخمسمائة، أو في التي بعدها، وجعل عوض ميزاب رامشت٣.

ومنها: ميزاب عمله الناصر العباسي٤ وهو الآن في الكعبة لأن اسمه مكتوب فيه، وهو خشب مبطن برصاص في الموضع الذي يجري فيه الماء، وظاهره مما يبدو للناس مطلي بفضة، وأصلح الموضع الذي يجري فيه الماء منه في العشر الأوسط من شهر رمضان سنة أربع عشرة وثمانمائة٥، بعد قلع اللوح الذي فوقه يستر مجرى الماء، وأعيد اللوح كما كان وطول هذا الميزاب بما منه في جدار الكعبة يزيد على أربعة أذرع. بالحديد، مقدار ثمن الذراع أو أكثر -الشك مني في مقدار الزيادة بعد تحريري لذلك في التاريخ الذي ذكرنا فيه إصلاحه- وأحدث عهد حلي فيه هذا الميزاب سنة إحدى وثمانين وسبعمائة٦.


١ إتحاف الورى ٣/ ٥٠٧، والعقد الثمين ٣/ ٣٨٥، ٣٨٦.
٢ هو: أبو عبد الله الحسين لأمر الله ابن المستظهر، بويع بالخلافة سنة ٥٤٠هـ واستمر إلى أن توفي سنة ٥٥٥هـ.
٣ إتحاف الورى ٢/ ٥١٠، وفيه أن ذلك كان في سنة ٥٤٢هـ.
٤ هو أبو العباس أحمد الناصر لدين الله ابن المستضيء، بويع بالخلافة سنة ٥٧٥هـ، وظل بها إلى أن توفي سنة ٦٢٢هـ.
٥ إتحاف الورى ٣/ ٤٨٧.
٦ إتحاف الورى ٣/ ٣٣٤، والسلوك للمقريزي ٣/ ١: ٣٥٧، ٣٧٢، وتاريخ الكعبة المعظمة "ص: ١٧٤، ١٩٢، ٩٩٩". وقد وقع تغيير وتبديل في ميزاب الكعبة على مر العصور، وكان آخره هو ما عمله السلطان العثماني عبد المجيد خان، والذي صنع في إسلامبول عام "١٢٧٦هـ" وركب في نفس السنة، وهو مصفح بالذهب نحو "٥٠" رطلا، وهو آخر ميزاب، وهو الموجود الآن بالكعبة المشرفة.

<<  <  ج: ص:  >  >>