للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذراعا١، ثم قال: وذرع الطريق طريق العقبة على الجدار إلى الجدار الذي بحذائه سبعة وستون ذراعا، وعرض الطريق الأعظم من العقبة المدرجة: ستة وثلاثون ذراعا٢.

وذكر الفاكهي أن الطريق الوسطى طريق النبي صلى الله عليه وسلم التي سلكها النبي صلى الله عليه وسلم يوم النحر من قزح إلى جمرة العقبة ولم تزل أئمة الحج تسلكها حتى تركت سنة المائتين٣ ... انتهى باختصار.

واختلف في سبب تسمية منى٤، فقيل: لما بها من الدماء المشروعة في الحد بمنى، أي يراق ويصب، وهذا هو المشهور الذي قاله جمهور العلماء من أهل اللغة وغيرهم على ما قال النووي٥، وقيل: لِمَنِّ الله عز وجل على الخليل بفداء ابنه فيها، وقيل: لِمَنِّ الله تعالى فيها بالمغفرة على عباده، وهذان القولان في "منسك ابن خليل". وقيل: لاجتماع الناس بها: والعرب تقول لكل مكان يجتمع فيه الناس منى، ذكره الفاكهي بهذا اللفظ، وقيل غير ذلك من الأقوال التي ذكرناها في أصل هذا الكتاب.

واختلف في صرف منى، واقتصر ابن قتيبة في "أدب الكاتب" على أنها لا تصرف٦، واقتصر الجوهري في "الصحاح" على أن منى مصروف، والأجود فيه، الصرف على ما ذكر النووي، وقال إنها بكسر الميم. وقد بسطنا هذه المسألة أيضا في أصل هذا الكتاب.

ومنى علم لمكان آخر غير منى، كما ذكر أبو الفرج الأصبهاني صاحب "الأغاني" لأنه أنشد أبياتا للبيد بن ربيعة أولها:

عفت الديار محلها فمقامها ... بمنى تأبد غولها فرجامها٧

ثم قال: عفت: درست، ومنى: موضع في بلاد بنى عامر ليست بمكة.


١ أخبار مكة ٢/ ١٨٦.
٢ أخبار مكة للأزرقي ٢/ ١٨٥.
٣ أخبار مكة للفاكهي ٤/ ٣٠٧.
٤ أخبار مكة للأزرقي ٢/ ١٨٦.
٥ تهذيب الأسماء واللغات ٢/ ٢: ١٥٧.
٦ تهذيب الأسماء ٢/ ٢: ١٥٧، نقلا عن أدب الكاتب "ص: ٢٣١".
٧ الأغاني ١٥/ ٣٧٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>