للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الباب الثالث]

[ذكر الحرم وسبب تحريمه]

أما حرم مكة فهو ما أحاط بها، وأطاف بها من جوانبها، جعل الله حُكمَه حُكمَها في الحرمة تشريفًا لها، أشار إلى ذلك الماوردي١، وابن خليل، والنووي٢.

واختلف في سبب تحريمه، فقيل: إن آدم -عليه السلام- لما أهبط إلى الأرض خاف على نفسه من الشيطان، فاستعاذ بالله منه، فأرسل الله ملائكة حفوا بمكة من كل جانب، ووقفوا في موضع أنصاب الحرم يحرسون آدم عليه الصلاة والسلام، فصار ما بينه وبين موقف الملائكة حرما٣.

وقيل: لأن الخليل -عليه السلام- لما وضع الحجر الأسود في الكعبة حين بناها، أضاء الحجر يمينا وشمالا، وشرقا وغربا؛ فحرم الله الحرم من حيث انتهى نور الحجر الأسود.

وقيل: لأن الله -سبحانه وتعالى- حين قال للسموات والأرض: {ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ} [فصلت: ١١] لم يجبه بهذه المقالة من الأرض إلا أرض الحرم، ولذلك حرمها.

ذكر هذا القول السهيلي٤، وذكر الأزرقي٥ فيما يشهد للقولين الأولين، وقيل غير ذلك.


١ الأحكام السلطانية "ص: ١٥٧".
٢ تهذيب الأسماء واللغات ج٢ ق ٢/ ١٥٦.
٣ أخبار مكة للفاكهي ٤/ ١٥.
٤ الروض الأنف ١/ ٢٢٢.
٥ أخبار مكة للأزرقي "٢/ ١٢٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>