للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الباب الأربعون]

[في ذكر الأصنام التي كانت بمكة وحولها وشيء من خبرها]

روينا بالسند المتقدم إلى الأزرقي قال: "ما داء في أول من نصب الأصنام في الكعبة والاستسقاء بالأزلام": حدثني جدي، حدثنا سعيد بن سالم القداح، عن عثمان بن ساج قال: أخبرني محمد بن إسحاق قال: إن البئر التي كانت في الكعبة١ كانت على يمين من دخلها، وكان عمقها ثلاثة أذرع، يقال إن إبراهيم وإسماعيل -عليهما السلام- حفراها ليكون فيها ماء يهدي للكعبة؛ فلم يزل كذلك حتى كان عمرو بن لحي، فقدم بصنم يقال له هبل من "هيت" من أرض الجزيرة، وكان هبل من أعظم أصنام قريش عندها؛ فنصبه على البئر في بطن الكعبة، وأمر الناس بعبادته، فكان الرجل إذا قدم من سفر، بدأ به على أهله بعد طوافه بالبيت، وحلق بأسه عنده، وهبل الذي يقول له أبو سفيان يوم أحد: أعل هبل، أي أظهر دينك، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم: "الله أعلى وأجل"، وكان اسم البئر الذي كان في بطن الكعبة: الأخسف، وكان العرب تسميها: الأخشف.

قال محمد بن إسحاق: وكان عند هبل في الكعبة سبعة٢ قداح كل قدح فيه كتاب: قدح فيه العقل، إذا اختلفوا في العقل من يحمله منهم، ضربوا بالقداح السبعة عليه؛ فعلى من خرج حمله، وقدح فيه "نعم" للأمر، إذا أرادوه ضرب به في القداح، فإن خرج فيه "نعم" عملوا به، وقدح فيه "لا" فإذا أرادوا الأمر ضربوا بالقداح، وإذا خرج ذلك القدح، لم يفعلوا ذلك الأمر، وقدح فيه "منكم"، وقدح فيه "ملصق"، وقدح فيه: "من غيركم"، وقدح فيه: "المياه"٣؛ فإذا أرادوا أن يحفروا الماء ضربوا بالقداح، وفيها


١ في أخبار مكة للأزرقي ١/ ١١٧: "في جوف الكعبة".
٢ في أخبار مكة للأزرقي ١/ ١١٧، والأصنام "ص: ٢٨": "تسعة".
٣ كذا في جميع الأصول، وكذلك في السيرة لابن إسحاق، وفي "الأصنام" لابن الكلبي "ص: ٢٨":=
"الميت".

<<  <  ج: ص:  >  >>