للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

- {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ} [يوسف: ١٠٩] .

- {أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً} [الروم: ٩] .

- {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا أَكْثَرَ مِنْهُمْ} [غافر: ٨٢] .

- {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ} [محمد: ١٠] .

لذلك كان من مهمات التربية الإسلامية أن توجه -إنسانها- إلى النظر في وقائع الاجتماع البشري في الماضي، والحاضر، والمستقبل، وإلى أن يجوب الأرض بحثا عن المواقع التي جرت فيها الوقائع الماضية، فينقب في آثارها لدراستها، وتحليلها واستخلاص الخبرات المربية التي تؤثر في الخبرات التي تتلوها. وعلى التربية الإسلامية، ومؤسساتها أن توجه المتعلم، وتدربه على تحليل وقائع الحاضر لشهود أثر السنن الاجتماعية، وقوانينها وتجنب الاصطدام بها، والتوافق معها لعبور المستقبل واستشرافه.

وتجاهل هذه الوقائع والخبرات كلها له نتائجه المدمرة. فالذين يتجاهلون خبرات الماضي يرتدون إلى كهوف العصر الحجري، والذين يقفون عبد خبرات

الماضي يتوقفون عن التعايش مع الخلق الجديد -المتجدد، والزمن ويعرضون أنفسهم للفناء والدفن في الماضي. والذين يعبثون بخبرات الحاضر- من مداحي

أرباب القوة أرباب القوة، وسحرة أرباب الجاه والثراء١. ويقدمونهم كقوى تحرك التاريخ والاجتماع يصرفون العقول عن


١ في مناسبة الحديث النبوي القائل: "إن من البيان لسحرً" ا، ذم لسحر البيان ونهي عنه، وليس مدحا له كما هو شائع. وهو يتضمن أيضا توجيها هاما جدا: وهو أن -المترفين- الذين يقاومون رسالات الإصلاح في كل عصر، وقطر إنما يجندون لهذه المقاومة -سحرة- يزيفون الحقائق ويصرفون الأبصار والأسماع والعقول عنها، وإن السحرة في الماضي كانوا يسحرون -الحواس- بسحر حسي؛ لأن معجزات الرسل كانت حسية. أما وقد جاءت معجزة الرسالة الإسلامية معجزة فكرية -هي القرآن- فإن السحر الذي سيحاول تزييف حقائقها، وصرف العقول والأبصار والأسماع عنها هو -سحر البيان- الذي يمارسه جيوش من الكتاب والصحفيين، والإعلاميين والمفتين، والفنانين وفقهاء الملوك والرؤساء وأمثالهم.

<<  <   >  >>