للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثالثًا، الاهتمام بالإنجاز أكثر من الحوافز.

رابعا، قضاء وقت أكبر في التفكير بما يجب عمله١.

وليس من الضروري -حسب رأي ماسلو- أن تعمل حاجات الإنسان طبقا للنسق الذي قدمه، وليس من الضروري أن تنطبق هذه الحاجات على كل بني الإنسان. ولكنها هي النموذج الغالب الذي يعمل في غالب الأوقات. ولقد شعر -ماسلو- إن هناك نماذج من البشر تشذ عن هذا المبدأ، وضرب لذلك مثلا بالقائد الهندي غاندي الذي ضحى بحاجاته الفسيولوجية، والأمن ليشبع الحاجات الأخرى عندما كانت الهند تكافح للاستقلال من سيطرة بريطانيا٢.

ولا أريد الخوض في درجة النقد لـ -ماسلو- وهو ينتبه لفرد واحد مثل غاندي، ويغفل عن جيل كامل مثل جيل الصحابة في التاريخ الإسلامي الذين قدموا المثل الفريد للتضحية بالحاجات الفسيولوجية، والأمن في سبيل الارتقاء إلى حاجة تحقيق الذات. ولكنه يظل جيلا غير قابل للتكرار بنفس الحجم والزخم -حسب تقرير القرآن نفسه الذي نص بصراحة على أن بلوغ هذا الدرجة تتصف بها ثلة من الأولين، وقليل من الآخرين.

والواقع إن النظر الراسخ في القرآن الكريم يرشد إلى أن الله سبحانه وتعالى لم يفرض هذه التضحية قاعدة مستمرة في استراتيجية العمل الإسلامي، وإنما وجه

إليها رسوله -صلى الله عليه وسلم- مؤقتا في الوقت الذي وجهه، لأن يبحث عن مهجر يهاجر إليه، ويعمل على توفير كافة درجات سلم الحاجات لأتباعه

فيه ابتداء من الحاجات الأساسية، ثم حاجات الأمن والاحترام والانتماء مما يهيئ لهم تحقيق ذواتهم الإنسانية، التي فطروا عليها في الجدارة


١ Paul Hersey and Ken Blanchaerd, Management of Organiztional Behavior, "Englewood Cliffs; Nj: Prentice Hall Inc. ١٩٨٢- PP. ٣٧-٤٠.
٢ Panl Hersey & Ken Blanchard, OP. Cit, P. ٢٩.

<<  <   >  >>