للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

طبقا لترتيب المواجهة معهم: مرتبة الشياطين الصغار الذين يمثلهم جند الباطل وبوليسه ومخابراته، ومرتبة الشياطين المتوسطين الذين يمثلهم وزراء الباطل ومديرو أجهزته وإدارته، ومرتبة الشياطين الرؤوس الذين يجسدون "الطغيان" ويأمرون بالمنكر، وينهون عن المعروف.

و"تقديم الأضاحي" رمز لـ"التضحية" في سبيل الله، واستعداد لتقديم كل ما تتطلبه الرسالة من تضحيات وتكاليف.

فإذا أكمل -الحجاج- هذه المناسك طافوا "طواف الإفاضة" -أي فاضوا وانتشروا- إلى مواقع مرابطتهم في مجتمعات الأرض ليحولوا ما قاموا به من "مناسك دينية" إلى "تطبيقات اجتماعية"، وليسهموا في تزكية الإنسانية من "ثقافات" الكفر والنفاق، ومضاعفاتهما في الطغيان والاستضعاف، وليبدأوا "الجهاد" ضد شياطين الشر، والباطل بمراتبهم الثلاث التي مرت الإشارة إليها.

ولتجسيد المعاني التي مرت، تحتاج وفود الحج العالمية القادمة من كل فج عميق أن تنسق سياساتها، وممارساتها طبقا لهذا "الفقه" العالمي الهادف إلى تزكية المجتمعات الإنسانية من العصبيات العنصرية والقومية، والإقليمية والطائفية والقبلية ومن مضاعفاتها في الفتن السياسية والفساد الاجتماعي الكبير، وإلى تحقيق الأخوة الإنسانية تحت راية الرسالة الإسلامية الداعية إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والإيمان بالله. وهذا كله بعض ما توجه إليه الآية الكريمة:

{لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ} [الحج: ٢٨] .

وهو أيضًا بعض ما يأمر به قوله تعالى:

{وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ} [البقرة: ١٩٦] .

ولقد علق سفيان الثوري على هذه الآية بقوله: "إتمامهما -أي إتمام

<<  <   >  >>