للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الإسلامي وغير الإسلامي ليصبح تاريخا يدور في فلك "الأفكار" بدل الدوران في فلك "الأشخاص والأشياء"، وإحلال الآداب والثقافة والفنون التي تدور في فلك "الأفكار" الإسلامية محل الآداب والثقافة، والفنون التي تدور في فلك "أشخاص" العصبيات التي أسهمت في الرد إلى الصنمية برموز وأصنام جديدة. كذلك تعاد صياغة مفهوم التطور الإنساني، وعلومه ليقاس التقدم بمدى دوران "الأشخاص والأشياء" في فلك "الأفكار"، وليس العكس كما هو قائم في مؤسسات التربية الحديثة القائمة.

وخلال هذه الجهود التغييرية لا بد من مراعاة القاعدة التربوية الإسلامية التي عبر عنها أمثال -عبد الله بن مسعود، وأبي الدرداء- حين قالوا: "كان الرجل منا إذا تعلم عشر آيات لم يجاوزهن حتى يعرف معانيهن والعمل بهن، فتعلمنا القرآن والعمل جميعا"١.

والأمر الثالث، الذي يجب مراعاته هو أن للتربية، والتغيير المرادين كتابا مؤجلا وأطوارا زمنية لا بد أن تمر بها الخامات التي يجري تزكيتها تزكية إسلامية. وهذه الأطور هي:

الطور الأول، نقل النماذج البشرية التي يجري تغيير ما بأنفسها من حالة "الغياب" الاجتماعي الذي يبقى قدراتها العقلية، وإراداتها النفسية أسيرة لصنمية "الأشخاص"، ووثنية "الأشياء" إلى حالة "الحضور" الذي يجعلها تستشعر قيمة الإيمان، وأفكار" الإسلام.

والطور الثاني، رفع درجة "الحضور" عند النماذج الإنسانية المذكورة حتى تبلغ قدراتها العقلية درجة "الوعي" المحيط بغايات الحياة وسننها، وتبلغ إراداتها درجة "الحرية" في اختياراتها.

والطور الثالث، رفع كل من درجتي "الوعي" و"الحرية" حتى يبلغا


١ تطور مفهوم النظرية التربوية الإسلامية، الطبعة الثالثة، ص٥٧، للمؤلف.

<<  <   >  >>