للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومن، وعن، والجهل ببعض القواعد كقاعدة العدد والمعدود، وكثيرا ما يرد في البحوث جملا مفككة أو مبتورة، فالباحث لا يعرض معلومات، وإنما يعرض بناء متناسقا، يسود بين جمله وأجزائه، وفقراته المنطق والروابط الذهنية المحكمة.

أما علامات الترقيم فتأتي أهميتها من أنها تساعد كثيرا على توضيح النص، وتحدد معالم العلاقة الصحيحة بين أجزاء الكلام وما فيه من مضمون ودلالات سياقية، تستوجب لفت انتباه القارئ إليها، ولا بد من استعمالها استعمالا صحيحا على ضوء الأسس والقواعد اللازمة لذلك، وقد تنبه علماؤنا الأوائل من المحدثين وغيرهم إلى ما يشبه هذه العلامات مثال ذلك ابن صلاح الذي تناول النقطة وابن جماعة الذي تناول الفاصلة، ويعد الأديب المحقق أحمد زكي باشا من أوائل من وضع أسس علامات الترقيم في اللغة العربية في كتابه "الترقيم وعلاماته في اللغة العربية" أصدرته المطبعة الأميرية عام "١٣٣٠هـ" في طبعته الأولى، ثم نشر في طبعته الثانية عام "١٤٠٧هـ"١.

إن علامات الترقيم في اللغة العربية كثيرة نبدؤها بـ:

- النقطة أو "الوقفة": وتستعمل في نهاية الجملة تامة المعنى وعند انتهاء الكلام، وبعد الكلمات المختصرة "هجرية. هـ، وميلادية. م" كما توضع أيضا في نهاية الحواشي وبين وحدات المصادر والمراجع بين اسم المؤلف وعنوان الكتاب وبيانات النشر، وفي ثبت المراجع العامة في نهاية المصدر أو المرجع.

- الفاصلة أو "الفصلة": توضع عند سكتة خفيفة جدا لتمييز أجزاء الكلام عن بعض حيث توضع بين جملتين لهما ارتباط بالمعنى، وفصل الجمل الكبيرة إلى معانيها، وبين الجمل المتعاطفة وبين الكلمات المترادفة، وبين الشرط وجوابه، وبين الصفات المتكررة، وبين القسم والجواب إذا كانت جملهما طويلة، كما توضع بعد نعم أو لا


١ انظر: حسن محفوظ: العلامات والرموز عند المؤلفين العرب. بغداد ١٩٦٤.

<<  <   >  >>