للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وجاء في الذكر الحكيم: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ * أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقّاً لَّهُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ} (١) .

[النجاة في الإيمان بالله]

في الإيمان بالله النجاة من عذاب الله والفوز برضوان الله, قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ * يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِّنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ} (٢) , فمن آمن بالله سعد وطاب عيشه, وضاعف الله أجره وثوابه, وأمن العذاب, ونجى من الهلكة يوم الحساب, وكان في الناس حسن الأخلاق, قوي في إيمانه, مجتهد في عمله, محبوب في وطنه, يكرم الإنسان, ويألف الاخوان, وفي الحديث النبوي: (الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ وَفِي كُلٍّ خَيْرٌ) (٣) .

[الرفعة بالإيمان]

إنما يتفاوت الناس في أقدارهم على مقدار إيمانهم وأعمالهم, وإنما الرفعة والعزة لله ولرسوله وللمؤمنين, فقد جاء في الذكر الحكيم: {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ} (٤) , فجدد أخي إيمانك بالله لترفع وتسعد فالإيمان إن لم يتجدّد يبلى ويخلق, ففي الحديث أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: (جَدِّدُوا إِيمَانَكُمْ, قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَكَيْفَ نُجَدِّدُ إِيمَانَنَا؟ قَالَ: أَكْثِرُوا مِنْ قَوْلِ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ) (٥) , وفي رواية: (إن الإيمان ليخلق في جوف أحدكم كما يخلق الثوب الخلق، فاسألوا الله أن يجدد الإيمان في قلوبكم) (٦) , فثق أخي بالله يرفع الله مقامك, ويخفض من أراد هوانك, فالله مولى كل خيرٍ وموليه, وخافض كل شيءٍ ومعليه, وهيهات أن يخفض المرء يتمه أو عدمه إذا رفعه الحق بإيمانه وعمله وعلمه, وفي الذكر الحكيم على ذلك دليل وبينات: {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ} (٧) .

وقد جعل الله أمة محمد أمة مرحومة, يؤمنون بالله ويوحدونه, وأثنى عليهم الحق لإيمانهم بالله وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر, فقال سبحانه:


(١) - سورة الأنفال الآيات (٢-٤) .
(٢) - سورة الصف الآيات (١٠-١٣) .
(٣) - أخرجه مسلم في صحيحه باب في الأمر بالقوة حديث (٤٨١٦) .
(٤) - سورة المنافقون الآية (٨) .
(٥) - أخرجه احمد في المسند حديث (٨٣٥٣) .
(٦) - أخرجه الحاكم في المستدرك باب الإيمان ليخلق حديث (٥) ج١ص٨.
(٧) - سورة المجادلة الآية (١١) .

<<  <  ج: ص:  >  >>