للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[إتقان العمل]

العاقل من يؤدي واجبه ويتقن عمله ويحسن صنعته حتى يكسب الناس ثقته, فمن أخلص في عمله نجح, وأحبه الله والناس, فما يكاد الناس يرون

صنعة متقنة حتى يقبلون عليها ويثقون فيها, فمن غش في عمله ظلم نفسه, وأهدر ثقته, وكسدت بضاعته, وتجنب الناس التعامل معه, ومن أخلص في عمله ووظيفته أدى أمانته, وارتفعت مكانته, وأقبلت عليه الدنيا, وأمن من العذاب والإهانة, وساعده زمانه, وظفر بحب المجتمع واحترامه, كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وِآلِهِ وَسَلَّمَ إِذَا عَمِلَ عَمَلاً أَثْبَتَهُ (١) , فإتقان العمل يدل على كمال العامل.

قال الشاعر:

في ازديادِ العلمِ إرغامُ العِدى ... وجمالُ العلمِ يا صاحِ العملْ

قيمةُ الإنسانِ ما يحسِنُهُ ... أكثرَ الإنسانُ منهُ أوْ أقلْ

واكتمِ الأمرينِ فقراً وغنىً ... واكسبِ الفلسَ وحاسبْ مَنْ بَطَلْ

وادّرعْ جداً وكداً واجتنبْ ... صحبةَ الحمقى وأربابِ البخلْ (٢)

أما سليمان بن أبي الحفاظ الحجوري اليمني فإنه يقول:

ألا إنما الإنسان أهل لفعله ... وكل لما يأتي من فعله أهل

والإنسان مجزي بعمله إن خيراً فخيراً وإن شراً فشراً, ويرى الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن الإنسان يلقى عمله في قبره فيقول:

يا مَن بِدُنياهُ اِشتَغَل ... وَغَرَّهُ طولُ الأَمَل

المَوتُ يَأتي بَغتَةً ... والقبرُ صندوقُ العَمَل

أما أبو العتاهية فهو يقول:


(١) - رواه مسلم في صحيحه باب جامع صلاة الليل حديث (٧٤٦) .
(٢) - هذه الأبيات لابن الوردي.

<<  <  ج: ص:  >  >>