للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولبعضهم في كافات الشتاء

جاء الشتاء وعندي من حوائجه ... سبع إذا القطر عن حاجاتنا حبسا

كن وكيس وكانون وكاس طلا ... بعد الكباب وكس ناعم وكسا (١)

وهذه ليست كل حاجات الشتاء ولم تعد كلها مطلوبة ولا مرغوبة وقد انعم الله على الإنسان بالملابس القطنية والصوفية المنسوجة باتقان على اجمل مثال وهدى الله الإنسان للاختراع وسائل التدفئة التي تضمها البيوت والمساجد والسيارات, وانعم الله بوجود الغذاء والكساء على الكثير من الناس فالماء البارد يمكن تدفئته وكذا المكان البارد, فاستشعر النعمة وادم الشكر واغتنم الوقت في العمل الذي ينفعك ولاتضيعه, فليس لك من عذر ينفعك فوقتك راس مالك ان تاجرت به ربحت, وان جعلته كاسدا كنت لوقتك خاسرا, واصبر على مضض الادلاج في السحر, واسع الى عملك في البكر, ورضي الله عن الامام على بن ابي طالب حيث يقول:

إِصبِر عَلى مَضَضِ الإِدلاجِ في السَحَرِ ... وَفي الرَواحِ إِلى الحاجاتِ وَالبُكرِ

لا تَضجَرَنَّ وَلا يَحزُنكَ مَطلَبُها ... فَالنَجحُ يَتلَفُ بَينَ العَجزِ والضَجَرِ

واذا جاء الصيف بنهاره المشمس وسحابه الممطر, ونمت الاشجار, وتكاثرت الانهار, فاستمتع بنهاره الدافئ وتنقل بين ظل الاشجار وعلى ظفاف الانهار, وجد في عملك في الليل والنهار, ولاتنس ذكر ربك اطراف الليل وآناء النهار, ولا تضيع وقتك وزمانك, وتنس اهلك واخوانك:


(١) - هذان البيتان لـ (ابن سكرة) .

<<  <  ج: ص:  >  >>