للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَانظُر إلَى مَا فِيهِ مِن أنوَاعِ مَع........رِفَةٍ لخَالِقِنَا العَظِيمِ الشَّانِ (١)

اما عبد الرحيم البرعي فهو يقول:

هُوَ أوّل هُوَ آخر هو ظاهر ... هُوَ باطِن لَيسَ العيون تَراه

حجبته أَسرار الجَلال فَدونه ... تَقِف الظنون وَتخرس الافواه

صمد بِلا كفء وَلا كَيفية ... أَبد فَما النظراء والاشباه

شهدت غَرائب صنعه بوجوده ... لَولاه ما شهدت به لَولاه

واليه أذعنت العُقول فآمنت ... با لغيب تؤثر حبها اياه

سُبحان من عنت الوجوه لوجهه ... وَله سجود أَوجه وَجباه

وقال اخر:

هوَ أَوَّلُ آخِرٌ في فَضلِهِ ... هوَ باطِنٌ هوَ ظاهِرُ الإِنعامِ

هوَ مفرَدٌ في بَذلِهِ وَنواله ... هوَ معتِقُ الأَسرى من الإِعدامِ (٢)

[ثمرة معرفه اسمائه الاول والاخر والظاهر والباطن]

اذا علم المكلف ان الله سبحانه وتعالى هو الاول والاخر والظاهر والباطن وجب عليه ان يؤمن به وان يفرده بالعبادة, وان يجعل عبادته وصلاته وصيامه وزكاته ودعاءه وحياته ومماته لله وحده, وان يجرد النظر الى سبق فضل الله ورحمته المبتدي بالإحسان الى الإنسان من غير وسيلة منه إذ لاوسيلة في العدم قبل وجوده فقد اتى على الإنسان حين من الدهر لم


(١) - هذه الابيات لـ (ابن قيم الجوزية) .
(٢) - هذان البيتان لـ (ابي الحسن علي بن محمد بن فهد التهامي) .

<<  <  ج: ص:  >  >>