للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

آخَرَ مِثْلِهِ فِي الرِّيَاسَةِ فَزَوَّجَهُ فَوُلِدَ بَيْنَهُمَا عَاقِرُ النَّاقَةِ وَهُوَ قُدَارُ بْنُ سَالِفٍ فَلَمْ تَتَمَكَّنِ الْقَوَابِلُ مِنْ قَتْلِهِ لِشَرَفِ أَبَوَيْهِ وَجَدَّيْهِ فيهم فنشأ تشأة سَرِيعَةً فَكَانَ يَشِبُّ فِي الْجُمُعَةِ كَمَا يَشِبُّ غَيْرُهُ فِي شَهْرٍ حَتَّى كَانَ مِنْ أَمْرِهِ أَنْ خَرَجَ مُطَاعًا فِيهِمْ رَئِيسًا بَيْنَهُمْ فَسَوَّلَتْ لَهُ نَفْسُهُ عَقْرَ النَّاقَةِ وَاتَّبَعَهُ عَلَى ذَلِكَ ثَمَانِيَةٌ مِنْ أَشْرَافِهِمْ وَهُمُ التِّسْعَةُ الَّذِينَ أَرَادُوا قَتْلَ صَالِحٍ عَلَيْهِ السَّلام.

فَلَمَّا وَقَعَ مِنْ أَمْرِهِمْ مَا وَقَعَ مِنْ عَقْرِ النَّاقَةِ وَبَلَغَ ذَلِكَ صَالِحًا عَلَيْهِ السَّلَامُ جَاءَهُمْ بَاكِيًا عَلَيْهَا فَتَلَقَّوْهُ يَعْتَذِرُونَ إِلَيْهِ وَيَقُولُونَ إِنَّ هَذَا لَمْ يَقَعْ عَنْ مَلَأٍ مِنَّا وَإِنَّمَا فَعَلَ هَذَا هَؤُلَاءِ الْأَحْدَاثُ فِينَا.

فَيُقَالُ إِنَّهُ أَمَرَهُمْ بِاسْتِدْرَاكِ سَقْبِهَا حَتَّى يُحْسِنُوا إِلَيْهِ عِوَضًا عَنْهَا فَذَهَبُوا وَرَاءَهُ فَصَعِدَ جَبَلًا هُنَاكَ فَلَمَّا تَصَاعَدُوا فِيهِ وَرَاءَهُ تَعَالَى الْجَبَلُ حَتَّى ارْتَفَعَ فَلَا يَنَالُهُ الطَّيْرُ وَبَكَى الْفَصِيلُ حَتَّى سَالَتْ دُمُوعُهُ.

ثُمَّ استقبل صالحاً عليه السلام ودعا (١) ثَلَاثًا فَعِنْدَهَا قَالَ صَالِحٌ تَمَتَّعُوا فِي دَارِكُمْ ثلاثة أيام وذلك وعد غير مكذوب وَأَخْبَرَهُمْ أَنَّهُمْ يُصْبِحُونَ مِنْ غَدِهِمْ صُفْرًا ثُمَّ تَحْمَرُّ وُجُوهُهُمْ فِي الثَّانِي وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ تَسْوَدُّ وُجُوهُهُمْ * فَلَمَّا كَانَ فِي الْيَوْمِ الرَّابِعِ أتتهم صيحة فيها صوت كل صاعقة فأخذتهم فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ (٢) جَاثِمِينَ * وَفِي بَعْضِ هَذَا السِّيَاقِ نَظَرٌ

وَمُخَالَفَةٌ لِظَاهِرِ مَا يُفْهَمُ مِنَ الْقُرْآنِ فِي شَأْنِهِمْ وَقِصَّتِهِمْ كَمَا قَدَّمْنَا وَاللَّهُ سبحانه وتعالى أعلم بالصواب (٣)

قصة إبراهيم خليل الرَّحمن

هو إبراهيم بن تسارخ " ٢٥٠ " بن ناحور " ١٤٨ " بن ساروغ " ٢٣٠ " بن راعو " ٢٣٩ " ابن فالغ " ٤٣٩ " بن عابر " ٤٦٤ " بن شالح " ٤٣٣ " بن أرفخشذ " ٤٣٨ " بن سام " ٦٠٠ " ابن نُوحٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ (٤) * هَذَا نَصُّ أَهْلِ الْكِتَابِ فِي كِتَابِهِمْ، وَقَدْ أَعْلَمْتُ عَلَى أَعْمَارِهِمْ تَحْتَ أَسْمَائِهِمْ بِالْهِنْدِيِّ كَمَا ذَكَرُوهُ مِنَ الْمُدَدِ وَقَدَّمْنَا الْكَلَامَ عَلَى عُمُرِ نُوحٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَأَغْنَى عَنْ إِعَادَتِهِ * وَحَكَى الْحَافِظُ ابْنُ عَسَاكِرَ فِي ترجمة إبراهيم الخليل من تاريخه عن إسحق بْنِ بِشْرٍ الْكَاهِلِيِّ صَاحِبِ كِتَابِ " الْمُبْتَدَأِ " أَنَّ اسْمَ أُمِّ إِبْرَاهِيمَ " أُمَيْلَةُ " * ثُمَّ أَوْرَدَ عَنْهُ فِي خَبَرِ وِلَادَتِهَا لَهُ حِكَايَةً طَوِيلَةً وَقَالَ


(١) في الطبري والكامل: ورغا ثلاثا.
فقال صالح: لكل رغوة أجل يوم.
(٢) في الطبري: ديارهم.
(٣) نقل الخبر الطبري في تاريخه ١ / ١١٧ - ١١٨ دار القاموس.
والفصيل: ولد الناقة.
(٤) نسبه الموجود في التوراة والتواريخ هو: إبراهيم بن تارح بن ناحور بن سروج بن رعو بن فالج بن عابر بن شالح بن ارفكشاذ بن سام بن نوح عليه السلام وفي تهذيب ابن عساكر (٢ / ١٣٦ - ١٣٧) : إبراهيم بن ازار وهو تارخ بن ناحور بن شاروع بن أرغو بن فالغ بن شالح بن أرفشخد بن سام بن نوح ويكنى بأبي الضيفان.
وكما هو ملاحظ فأكثر الاسماء مخالفة لما في الاصل الذي نعتمده.
[*]

<<  <  ج: ص:  >  >>