للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

السلام يَوْمَ الْخَمِيسِ صَلَّى بِالْأَبْطَحِ الصُّبْحَ مِنْ يَوْمَئِذٍ، وَهُوَ يَوْمُ التَّرْوِيَةِ (١) وَيُقَالُ لَهُ يَوْمُ مِنًى لِأَنَّهُ يُسَارُ فِيهِ إِلَيْهَا.

وَقَدْ رُوِيَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطَبَ قَبْلَ هَذَا الْيَوْمِ.

وَيُقَالُ لِلَّذِي قَبْلَهُ فِيمَا رَأَيْتُهُ في بعض التعاليق يوم الزينة لأنه يزين فِيهِ الْبُدْنُ بِالْجِلَالِ وَنَحْوِهَا.

فَاللَّهُ أَعْلَمُ.

قَالَ الْحَافِظُ الْبَيْهَقِيُّ: أَنْبَأَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْجُلُودِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مِهْرَانَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، ثَنَا أَبُو قُرَّةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ.

قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلَّم إِذَا خطب يَوْمِ التَّرْوِيَةِ خَطَبَ النَّاس فَأَخْبَرَهُمْ بِمَنَاسِكِهِمْ، فَرَكِبَ عليه السلام قَاصِدًا إِلَى مِنًى قَبْلَ الزَّوَالِ وَقِيلَ بَعْدَهُ وَأَحْرَمَ الَّذِينَ كَانُوا قَدْ حَلُّوا بِالْحَجِّ مِنَ الْأَبْطَحِ حِينَ تَوَجَّهُوا إِلَى مِنًى وَانْبَعَثَتْ رَوَاحِلُهُمْ نَحْوَهَا.

قَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ: عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ: قَدِمْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلَّم فَأَحْلَلْنَا حتَّى كَانَ يَوْمُ التَّرْوِيَةِ، وَجَعَلْنَا مَكَّةَ مِنَّا بِظَهْرٍ، لَبَّيْنَا بِالْحَجِّ.

ذَكَرَهُ الْبُخَارِيُّ تَعْلِيقًا مَجْزُومًا.

وَقَالَ مُسْلِمٌ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ.

قَالَ: أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا أَحْلَلْنَا أَنْ نُحْرِمَ إِذَا تَوَجَّهْنَا إِلَى مِنًى.

قَالَ: وَأَهْلَلْنَا مِنَ الْأَبْطَحِ.

وَقَالَ عُبَيْدُ بْنُ جُرَيْجٍ لِابْنِ عُمَرَ رَأَيْتُكَ إِذَا كُنْتَ بِمَكَّةَ أَهَلَّ النَّاس إِذَا رَأَوُا الْهِلَالَ وَلَمْ تُهِلَّ أَنْتَ حتَّى يوم التروية.

فقال لهم أَرَ النَّبيّ صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُهِلُّ حتَّى تَنْبَعِثَ بِهِ رَاحِلَتُهُ.

رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي جُمْلَةِ حَدِيثٍ طَوِيلٍ (٢) .

قَالَ الْبُخَارِيُّ: وَسُئِلَ عَطَاءٌ عن المجاوز مِنًى يُلَبِّي بِالْحَجِّ فَقَالَ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ يُلَبِّي يَوْمَ التَّرْوِيَةِ إِذَا صَلَّى الظُّهْرَ وَاسْتَوَى عَلَى رَاحِلَتِهِ قُلْتُ: هَكَذَا كَانَ ابْنُ عُمَرَ يَصْنَعُ إِذَا حَجَّ مُعْتَمِرًا يَحِلُّ مِنَ الْعُمْرَةِ فَإِذَا كَانَ يَوْمُ التَّرْوِيَةِ لَا يُلَبِّي حتَّى تَنْبَعِثَ بِهِ رَاحِلَتُهُ مُتَوَجِّهًا إِلَى مِنًى كَمَا أَحْرَمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ ذِي الْحُلَيْفَةِ بَعْدَ مَا صَلَّى الظُّهْرَ وَانْبَعَثَتْ بِهِ رَاحِلَتُهُ، لَكِنْ يَوْمَ التَّرْوِيَةِ لَمْ يُصَلِّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلَّم الظُّهْرَ بِالْأَبْطَحِ وَإِنَّمَا صَلَّاهَا يَوْمَئِذٍ بِمِنًى وَهَذَا مِمَّا لَا نِزَاعَ فِيهِ.

قَالَ الْبُخَارِيُّ (٣) : بَابُ أَيْنَ يُصَلِّي الظُّهْرَ يَوْمَ التَّرْوِيَةِ.

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثَنَا إِسْحَاقُ الْأَزْرَقُ، ثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ قَالَ: سَأَلْتُ أنس بن مالك قال قلت: أخبرني بشئ عقلته (٤) مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلَّم أَيْنَ صَلَّى الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ يَوْمَ التَّرْوِيَةِ؟ قَالَ: بِمِنًى.

قُلْتُ: فَأَيْنَ

صَلَّى الْعَصْرَ يَوْمَ النَّفْرِ؟ قَالَ: بِالْأَبْطَحِ.

ثُمَّ قَالَ: افْعَلْ كَمَا يَفْعَلُ أُمَرَاؤُكَ وَقَدْ أَخْرَجَهُ بَقِيَّةُ الْجَمَاعَةِ إِلَّا ابْنَ مَاجَهْ مِنْ طُرُقٍ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ يُوسُفَ الْأَزْرَقِ عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ بِهِ.

وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الْإِمَامُ أَحْمَدُ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ يُوسُفَ الْأَزْرَقِ بِهِ.

وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ حَسَنٌ صَحِيحٌ يُسْتَغْرَبُ مِنْ حَدِيثِ الْأَزْرَقِ عَنِ الثَّوْرِيِّ.

ثُمَّ قَالَ الْبُخَارِيُّ أنبأنا عَلِيٌّ سَمِعَ أَبَا بَكْرِ بْنَ عَيَّاشٍ ثَنَا عبد العزيز بن رفيع.

قال


(١) يوم التروية: وهو اليوم الثامن من ذي الحجة، سمي التروية لانهم كانوا يروون فيها إبلهم ويتروون من الماء لان تلك الاماكن لم تكن إذ ذاك فيها آبار ولا عيون.
(٢) في كتاب اللباس - باب النعال السبتية وغيرها.
(٣) في كتاب الحج - ٨٣ باب الحديث ١٦٥٣ فتح الباري ٣ / ٥٠٧.
(٤) من البخاري، وفي الاصل عقلت، وفي النسخ المطبوعة.
علقت.
(*)

<<  <  ج: ص:  >  >>