للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أَنَّ ذَلِكَ كَانَ بِحَضْرَةِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهَذَا بِإِسْنَادٍ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ، وَلَكِنْ فِيهِ انْقِطَاعٌ بَيْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عون وأنس والله أعلم.

قصة أخرى قال الحسن بن عوفة: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ أَبِي سَبْرَةَ النَّخَعِيِّ قَالَ: أَقْبَلُ رَجُلٌ مِنَ الْيَمَنِ، فلمَّا كَانَ في بعض الطريق نفق حماره فقام وتوضأ ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّي جئت من المدينة (١) مُجَاهِدًا فِي سَبِيلِكَ وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِكَ، وَأَنَا أَشْهَدُ أنَّك تحي الموتي وتبعث مَنْ فِي الْقُبُورِ، لا تجعل لِأَحَدٍ عَلَيَّ الْيَوْمَ مِنَّةً، أَطْلُبُ إِلَيْكَ الْيَوْمَ أَنْ تَبْعَثَ حِمَارِي، فَقَامَ الْحِمَارُ يَنْفُضُ أُذُنَيْهِ.

قَالَ الْبَيْهَقِيُّ: هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ، وَمِثْلُ هَذَا يَكُونُ

كَرَامَةً لِصَاحِبِ الشَّريعة.

قَالَ الْبَيْهَقِيُّ: وَكَذَلِكَ رواه مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الذُّهليّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ وكأنَّه عِنْدَ إِسْمَاعِيلَ مِنَ الْوَجْهَيْنِ (٢) .

وَاللَّهُ أَعْلَمُ * قُلْتُ: كَذَلِكَ رَوَاهُ ابْنُ أَبِي الدُّنيا: مِنْ طَرِيقِ إِسْمَاعِيلَ عَنِ الشَّعْبِيِّ فَذَكَرَهُ قَالَ الشِّعبيّ: فَأَنَا رَأَيْتُ الْحِمَارَ بِيعَ أَوْ يُبَاعُ فِي الْكُنَاسَةِ - يَعْنِي بِالْكُوفَةِ - وَقَدْ أَوْرَدَهَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا مِنْ وَجْهٍ آخَرَ، وأنَّ ذَلِكَ كَانَ فِي زَمَنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، وَقَدْ قَالَ بَعْضُ قَوْمِهِ فِي ذلك: ومِنَّا الذي أحيَ الإلهُ حِمَارَهُ * وَقَدْ مَاتَ مِنْهُ كُلُّ عُضْوٍ وَمفصَلِ وأمَّا قصَّة زَيْدِ بْنِ خَارِجَةَ وَكَلَامُهُ بعد الموت وشهادته للني صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلَّم وَلِأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ بالصِّدق فَمَشْهُورَةٌ مرويَّة مِنْ وُجُوهٍ كَثِيرَةٍ صَحِيحَةٍ.

قَالَ الْبُخَارِيُّ فِي التَّاريخ الْكَبِيرِ: زَيْدُ بْنُ خَارِجَةَ الْخَزْرَجِيُّ الْأَنْصَارِيُّ شَهِدَ بَدْرًا وَتُوُفِّيَ في زَمَنَ عُثْمَانَ، وَهُوَ الَّذِي تَكَلَّمَ بَعْدَ الْمَوْتِ * وَرَوَى الْحَاكِمُ فِي مُسْتَدْرَكِهِ وَالْبَيْهَقِيُّ فِي دَلَائِلِهِ وصحَّحه كما تقدَّم من طريق العتبيّ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ أَنَّ زيد بن خارجة الأنصاريّ ثمَّ من الحارث بن الخزرج، توفي زمن عثمان بن عَفَّانَ فَسُجِّيَ بِثَوْبِهِ، ثُمَّ إِنَّهُمْ سَمِعُوا جَلْجَلَةً في صدره، ثمَّ تكلَّم فقال: أَحْمَدُ فِي الْكِتَابِ الأوَّل صَدَقَ صَدَقَ، أَبُو بَكْرٍ الضَّعيف فِي نَفْسِهِ، الْقَوِيُّ فِي أَمْرِ الله، وفي الْكِتَابِ الأوَّل صَدَقَ صَدَقَ، عُمَرُ بْنُ الخطَّاب القويُّ فِي الْكِتَابِ الأوَّل، صَدَقَ صَدَقَ، عُثْمَانُ بْنُ عفَّان عَلَى مِنْهَاجِهِمْ مَضَتْ أَرْبَعٌ وَبَقِيَتْ ثِنْتَانِ، أتت الفتن وأكل الشَّديد الضَّعيف، وقامت السَّاعة، وسيأتيكم عن جيشكم خير * قَالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ: قَالَ سَعِيدُ بْنُ المسيب: ثمَّ هلك رجل من بني حطمة فسجِّي بثوبه فسمع جلجلة في صدره، ثمَّ تكلَّم فقال: إنَّ أخا بني حارث بْنِ الْخَزْرَجِ صَدَقَ صَدَقَ، وَرَوَاهُ ابْنُ أَبِي الدُّنيا والبيهقيّ أيضاً من وجهه آخَرَ بِأَبْسَطَ مِنْ هَذَا وَأَطْوَلَ، وصحَّحه الْبَيْهَقِيُّ.

قَالَ: وَقَدْ رُوِيَ فِي التَّكَلُّمِ بَعْدَ الْمَوْتِ عن جماعة


(١) في رواية البيهقيّ: الدثنية، وفي رواية أخرى: الدفينة ذكرها ابن كثير في هذا الجزء ص ١٥٤.
(٢) دلائل البيهقي ٦ / ٤٨.
(*)

<<  <  ج: ص:  >  >>