للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بِالْيَمَنِ.

ثُمَّ هَاجَرَ إِلَى الشَّامِ فَكَانَ بِهَا حَتَّى مَاتَ بَعْدَ مَا اسْتَخْلَفَهُ أَبُو عُبَيْدَةَ حِينَ طُعِنَ ثُمَّ طُعِنَ بَعْدَهُ فِي هَذِهِ السَّنَةِ.

وَقَدْ قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ.

إِنَّ مُعَاذًا يُبْعَثُ أَمَامَ الْعُلَمَاءِ بِرَبْوَةٍ.

وَرَوَاهُ مُحَمَّدُ ابن كَعْبٍ مُرْسَلًا.

وَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: كُنَّا نُشَبِّهُهُ بِإِبْرَاهِيمَ الْخَلِيلِ.

وَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: إِنَّ مُعَاذًا كان قَانِتاً لِلَّهِ حَنِيفاً ولم يكن من المشركين.

وكانت وفاته شرقي غوربيسان سَنَةَ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ.

وَقِيلَ سَنَةَ تِسْعَ عَشْرَةَ وقيل سبع عشرة، عن ثمان وثلاثين (١) سنة عَلَى الْمَشْهُورِ وَقِيلَ غَيْرُ ذَلِكَ وَاللَّهُ أَعْلَمُ.

يَزِيدُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ أَبُو خَالِدٍ صَخْرُ بْنُ حَرْبِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ الْقُرَشِيُّ الْأُمَوِيُّ، أَخُو مُعَاوِيَةَ، وَكَانَ يَزِيدُ أَكْبَرَ وَأَفْضَلَ.

وَكَانَ يُقَالُ لَهُ يَزِيدُ الْخَيْرِ، أَسْلَمَ عَامَ (٢) الْفَتْحِ، وَحَضَرَ حُنَيْنًا وَأَعْطَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِائَةً مِنَ الْإِبِلِ وَأَرْبَعِينَ أُوقِيَّةً، وَاسْتَعْمَلَهُ الصِّدِّيقُ عَلَى رُبُعِ الْجَيْشِ إِلَى

الشَّامِ، وَهُوَ أَوَّلُ أَمِيرٍ وَصَلَ إِلَيْهَا، وَمَشَى الصِّدِّيقُ فِي رِكَابِهِ يوصيه، وبعث معه أبا عبيدة وعمرو ابن الْعَاصِ وَشُرَحْبِيلَ بْنَ حَسَنَةَ فَهَؤُلَاءِ أُمَرَاءُ الْأَرْبَاعِ.

وَلَمَّا افْتَتَحُوا دِمَشْقَ دَخَلَ هُوَ مِنْ بَابِ الْجَابِيَةِ الصَّغِيرِ عَنْوَةً كَخَالِدٍ فِي دُخُولِهِ مِنَ الْبَابِ الشَّرْقِيِّ عَنْوَةً وَكَانَ الصِّدِّيقُ قَدْ وَعَدَهُ بِإِمْرَتِهَا، فَوَلِيَهَا عَنْ أَمْرِ عُمَرَ وَأَنْفَذَ لَهُ مَا وَعَدَهُ الصِّدِّيقُ، وَكَانَ أَوَّلَ مَنْ وَلِيَهَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ.

الْمَشْهُورُ أَنَّهُ مَاتَ فِي طَاعُونِ عَمَوَاسَ كَمَا تَقَدَّمَ.

وَزَعَمَ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ إنه توفي سنة تسع عشرة بعد ما فَتَحَ قَيْسَارِيَّةَ.

وَلَمَّا مَاتَ كَانَ قَدِ اسْتَخْلَفَ أَخَاهُ مُعَاوِيَةَ عَلَى دِمَشْقَ فَأَمْضَى عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ لَهُ ذَلِكَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ.

وَلَيْسَ له في الكتب شئ، وَقَدْ رَوَى عَنْهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْأَشْعَرِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ " مَثَلُ الَّذِي يُصَلِّي وَلَا يُتِمُّ رُكُوعَهُ وَلَا سُجُودَهُ مَثَلُ الْجَائِعِ الَّذِي لَا يَأْكُلُ إِلَّا التَّمْرَةَ وَالتَّمْرَتَيْنِ لَا يُغْنِيَانِ عَنْهُ شَيْئًا ".

أبو جندل بن سهيل ابن عَمْرٍو، وَقِيلَ اسْمُهُ الْعَاصُ (٣) أَسْلَمُ قَدِيمًا وَقَدْ جَاءَ يَوْمَ صُلْحِ الْحُدَيْبِيَةِ مُسْلِمًا يَرْسُفُ فِي قُيُودِهِ لِأَنَّهُ كَانَ قَدِ اسْتُضْعِفَ فَرَدَّهُ أَبَوْهُ وَأَبَى أَنْ يُصَالِحَ حَتَّى يُرَدَّ، ثُمَّ لَحِقَ أَبُو جَنْدَلٍ بِأَبِي بَصِيرٍ إِلَى سَيْفِ الْبَحْرِ، ثُمَّ هَاجَرَ إِلَى الْمَدِينَةِ وَشَهِدَ فَتْحَ الشَّامِ.

وَقَدْ تَقَدَّمَ أَنَّهُ تَأَوَّلَ آيَةَ الْخَمْرِ ثُمَّ رجع،


(١) في الاصابة: أربع وثلاثين سنة وكذا قال سعيد بن المسيب.
(٢) في الاستيعاب: يوم فتح مكة.
وفي الاصابة: من مسلمة الفتح.
(٣) في الاصابة: عبد الله، وقال في الاستيعاب عبد الله أخاه، وقال الزبير: اسم أبي جندل سهيل بن عمرو بن سهيل.
(*)

<<  <  ج: ص:  >  >>