للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بسم الله الرحمن الرَّحيم

فصل في ذكر شئ من سيرته الفاضلة ومواعظه وقضاياه الفاصلة وخطبه وَحِكَمِهِ الَّتِي هِيَ إِلَى الْقُلُوبِ وَاصِلَةٌ

قَالَ عَبْدُ الْوَارِثِ: عَنْ أَبِي عَمْرِو بْنِ الْعَلَاءِ عن أبيه قال: خطب على الناس فَقَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ! وَاللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ مَا زريت مِنْ مَالِكُمْ قَلِيلًا وَلَا كَثِيرًا إِلَّا هَذِهِ - وَأَخْرَجَ قَارُورَةً مِنْ كُمِّ قَمِيصِهِ فِيهَا طِيبٌ -.

فقال: أهداها إلي الدهقان، - وفي رواية بضم الدال -، وقال: ثُمَّ أَتَى بَيْتَ الْمَالِ فَقَالَ: خُذُوا وَأَنْشَأَ يَقُولُ: أَفْلَحَ مَنْ كَانَتْ لَهُ قَوْصَرَّهْ * يَأْكُلُ مِنْهَا كُلَّ يَوْمٍ تَمْرَهْ وَفِي رِوَايَةٍ: مَرَّهْ.

وَفِي رِوَايَةٍ طُوبَى لِمَنْ كَانَتْ لَهُ قَوْصَرَّهْ (١) .

وَقَالَ حَرْمَلَةُ: عَنِ ابْنِ وَهْبٍ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ ابْنِ هُبَيْرَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن أبي رزين الْغَافِقِيِّ قَالَ: دَخَلْنَا مَعَ عَلِيٍّ يَوْمَ الْأَضْحَى فَقَرَّبَ إِلَيْنَا خَزِيرَةً فَقُلْنَا: أَصْلَحَكَ اللَّهُ لَوْ قَدَّمْتَ إِلَيْنَا هَذَا الْبَطَّ وَالْإِوَزَّ، فَإِنَّ اللَّهَ قد أكثر الخير فقال: يا بن رزين إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَا يَحِلُّ لِلْخَلِيفَةِ مِنْ مَالِ اللَّهِ إِلَّا قَصْعَتَانِ، قَصْعَةٌ يَأْكُلُهَا هُوَ وَأَهْلُهُ، وقصعة يطعمها بَيْنَ النَّاسِ ".

وَقَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ: حَدَّثَنَا حَسَنٌ وَأَبُو

سَعِيدٍ مَوْلَى بَنَى هَاشِمٍ قَالَا: ثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ هُبَيْرَةَ، عَنْ عبد الله بن رزين أَنَّهُ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ حَسَنٌ يَوْمَ الْأَضْحَى: فَقَرَّبَ إِلَيْنَا خزيرة، فقلنا: أصلحك الله لو أطعمتنا هذا البط؟ - يعني الإوز - فإن الله قد أكثر الخير، قال: يا بن رزين إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَا يَحِلُّ لِلْخَلِيفَةِ مِنْ مَالِ اللَّهِ إِلَّا قَصْعَتَانِ، قَصْعَةٌ يَأْكُلُهَا هُوَ وَأَهْلُهُ،


(١) قوصرة: وعاء للتمر، وقد تخفف (قاموس) وتقوصر: دخل بعضه في بعض.
(*)

<<  <  ج: ص:  >  >>