للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من آل بيت رسول الله مِنْهُمْ * لَهُمْ دَانَتْ رِقَابُ بَنِي مَعَدٍّ مُحَمَّدُ بن الحسين بن علي بن الحسن

ابن يَحْيَى بْنِ حَسَّانِ بْنِ الْوَضَّاحِ، أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْبَارِيُّ الشَّاعِرُ الْمَعْرُوفُ بِالْوَضَّاحِيِّ، كَانَ يَذْكُرُ أَنَّهُ سَمِعَ الْحَدِيثَ مِنَ الْمَحَامِلِيِّ وَابْنِ مَخْلَدٍ وأبي روق.

روى عنه الحاكم شيئاً من شعره كان أَشْعَرَ مَنْ فِي وَقْتِهِ، وَمِنْ شَعْرِهِ: سَقَى اللَّهُ بَابَ الْكَرْخِ رَبْعًا وَمَنْزِلًا * وَمَنْ حَلَّهُ صوب السحاب المجلل فلو أن باكي دمنة الدار بالكوى * وَجَارَتِهَا أُمِّ الرَّبَابِ بِمَأْسَلِ رَأَى عَرَصَاتِ الْكَرْخِ أوحل أَرْضَهَا * لَأَمْسَكَ عَنْ ذِكْرِ الدَّخُولِ فَحَوْمَلِ أَبُو بَكْرِ بْنُ الْجَعَّابِيِّ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ (١) بْنِ سَلْمِ بْنِ الْبَرَاءِ بْنِ سَبْرَةَ بْنِ سَيَّارٍ، أبو بكر الْجَعَّابِيِّ، قَاضِي الْمَوْصِلِ، وُلِدَ فِي صَفَرٍ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ، سَمِعَ الْكَثِيرَ وَتَخَرَّجَ بِأَبِي الْعَبَّاسِ بْنِ عُقْدَةَ، وَأَخَذَ عَنْهُ عِلْمَ الْحَدِيثِ وَشَيْئًا مِنَ التَّشَيُّعِ أَيْضًا، وَكَانَ حَافِظًا مُكْثِرًا، يُقَالُ إِنَّهُ كَانَ يَحْفَظُ أَرْبَعَمِائَةِ أَلْفِ حَدِيثٍ بِأَسَانِيدِهَا وَمُتُونِهَا، وَيُذَاكِرُ بِسِتِّمِائَةِ أَلْفِ حَدِيثٍ وَيَحْفَظُ مِنَ الْمَرَاسِيلِ وَالْمَقَاطِيعِ وَالْحِكَايَاتِ قَرِيبًا مِنْ ذَلِكَ، وَيَحْفَظُ أَسْمَاءَ الرِّجَالِ وَجَرْحَهُمْ وَتَعْدِيلَهُمْ، وَأَوْقَاتَ وَفَيَاتِهِمْ وَمَذَاهِبَهُمْ، حَتَّى تَقَدَّمَ عَلَى أَهْلِ زَمَانِهِ، وَفَاقَ سَائِرَ أَقْرَانِهِ.

وَكَانَ يَجْلِسُ لِلْإِمْلَاءِ فَيَزْدَحِمُ النَّاسُ عِنْدَ مَنْزِلِهِ، وَإِنَّمَا كَانَ يُمْلِي مِنْ حَفِظَهُ إسناد الحديث ومتنه جيداً محرراً صَحِيحًا، وَقَدْ نُسِبَ إِلَى التَّشَيُّعِ كَأُسْتَاذِهِ ابْنِ عقدة، وكان يسكن بباب البصرة عندهم، وقد سئل عنه الدارقطني فقال: خلط.

وقال أبو بكر البرقاني: صَاحِبَ غَرَائِبَ، وَمَذْهَبُهُ مَعْرُوفٌ فِي التَّشَيُّعِ، وَقَدْ حُكِيَ عَنْهُ قِلَّةُ دِينٍ وَشُرْبُ خَمْرٍ فَاللَّهُ أَعْلَمُ.

وَلَمَّا احْتُضِرَ أَوْصَى أَنْ تُحْرَقَ كُتُبُهُ فحرقت، وقد أحرق معها كتب كثيرة كانت عنده للناس، فبئس ما عمل.

ولما أخرجت جِنَازَتَهُ كَانَتْ سُكَيْنَةُ نَائِحَةُ الرَّافِضَةِ تَنَوحُ عَلَيْهِ في جنازته.

ثم دخلت سنة ست وخمسين وثلثمائة اسْتَهَلَّتْ هَذِهِ السَّنَةُ وَالْخَلِيفَةُ الْمُطِيعُ لِلَّهِ، وَالسُّلْطَانُ معز الدولة بن بويه الديلمي، وفيها عملت الرَّوَافِضُ فِي يَوْمِ عَاشُورَاءَ عَزَاءَ الْحُسَيْنِ عَلَى عادة ما ابتدعوه من النوح وغيره كما تقدَّم.


(١) في تذكرة الحفاظ ٣ / ٩٢٥: مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَلْمِ.
وفي الشذرات: محمد بن عمر بن أحمد (*) .

<<  <  ج: ص:  >  >>