للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الْخَلِيلُ بْنُ أَحْمَدَ الْقَاضِي شَيْخُ الْحَنَفِيَّةِ فِي زمانه، كان مقدماً في الفقه والحديث، سمع ابن جرير والبغوي وابن صاعد وغيرهم، ولهذا سمي باسم النَّحْوِيَّ الْمُتَقَدِّمَ.

زِيَادُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادِ بْنِ الْهَيْثَمِ أَبُو الْعَبَّاسِ الْخَرْخَانِيُّ بِخَاءَيْنِ مُعْجَمَتَيْنِ نِسْبَةً إِلَى قَرْيَةٍ مِنْ قُرَى قُومِسَ، وَلَهُمُ الْجُرْجَانِيُّ بِجِيمَيْنِ، وَهُمْ جَمَاعَةٌ، وَلَهُمُ الُخَرْجَانِيُّ بِخَاءٍ معجمة ثم جيم (١) .

وقد حرر هذه المواضع الشيخ ابن الجوزي في منتظمه.

[ثم دخلت سنة تسع وسبعين وثلثمائة]

فِيهَا كَانَتْ وَفَاةُ شَرَفِ الدَّوْلَةِ بْنِ عَضُدِ الدَّوْلَةِ بْنِ بُوَيْهِ الدَّيْلَمِيِّ، وَكَانَ قَدِ انْتَقَلَ إِلَى قَصْرِ مُعِزِّ الدَّوْلَةِ عَنْ إِشَارَةِ الْأَطِبَّاءِ لِصِحَّةِ الْهَوَاءِ، وَذَلِكَ لِشِدَّةِ مَا كَانَ يَجِدُهُ مِنَ الدَّاءِ، فَلَمَّا كَانَ فِي جُمَادَى الْأُولَى تَزَايَدَ بِهِ وَمَاتَ فِي هَذَا الشَّهْرِ، وَقَدْ عهد إلى أخيه (٢) أبي نصر، وجاء الخليفة في طيارة لتعزيته في والده (٣) فتلقاه أبو نصر والترك بين يديه والديلم، فقبل الأرض بين يديه الخليفة، وكذلك بقية العسكر والخليفة في الطيارة وَهُمْ يُقَبِّلُونَ الْأَرْضَ إِلَى نَاحِيَتِهِ.

وَجَاءَ الرَّئِيسُ أَبُو الْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ مِنْ عند الخليفة إلى أبي نصر فبلغه تعزيته له في والده (٣) فقبل الأرض أيضاً ثَانِيَةً، وَعَادَ الرَّسُولُ أَيْضًا إِلَى الْخَلِيفَةِ فَبَلَّغَهُ شكر الأمير، ثُمَّ عَادَ مِنْ جِهَةِ الْخَلِيفَةِ لِتَوْدِيعِ أَبِي نصر فقبل الأرض ثالثاً، ورجع الخليفة.

فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ السَّبْتِ عَاشِرُ هَذَا الشَّهْرِ رَكِبَ الْأَمِيرُ أَبُو نَصْرٍ إِلَى حَضْرَةِ الْخَلِيفَةِ الطَّائِعِ

لِلَّهِ وَمَعَهُ الْأَشْرَافُ وَالْأَعْيَانُ وَالْقُضَاةُ وَالْأُمَرَاءُ، وَجَلَسَ الْخَلِيفَةُ فِي الرِّوَاقِ، فَلَمَّا وَصَلَ الْأَمِيرُ أبو نصر خَلَعَ عَلَيْهِ الْخَلِيفَةُ سَبْعَ خِلَعٍ أَعْلَاهُنَّ السَّوَادُ وَعِمَامَةٌ سَوْدَاءُ وَفِي عُنُقِهِ طَوْقٌ وَفِي يَدِهِ سِوَارَانِ وَمَشَى الْحُجَّابُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِالسُّيُوفِ وَالْمَنَاطِقِ، فَقَبَّلَ الْأَرْضَ ثَانِيَةً وَوُضِعَ لَهُ كُرْسِيٌّ فَجَلَسَ عليه وقرأ الرئيس أبو الحسن عهده، وقدم إلى الطائع لواء فَعَقَدَهُ بِيَدِهِ وَلَقَّبَهُ بَهَاءَ الدَّوْلَةِ وَضِيَاءَ الْمِلَّةِ، ثم خرج من بين


(١) قال السهمي في تاريخ جرجان ص ٥٠٨: الخرجان فهي قرية من قرى أصفهان (أصبهان في معجم البلدان) منها أبو العباس زِيَادُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادِ بْنِ الْهَيْثَمِ الخرجاني ".
وهي غير خرخان إحدى قرى قومس.
(٢) من وفيات الاعيان ومآثر الانافة والعبر لابن خلدون ٤ / ٤٣٥ والكامل ٩ / ٦٢، وفي الاصل: ابنه، وهو تحريف.
(٣) كذا بالاصل وهو تحريف والصواب: أخيه (*) .

<<  <  ج: ص:  >  >>