للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَأَجَبْتُهُمْ إِنِّي سُلَالَةُ مَعْشَرٍ * لَهُمْ لِوَاءٌ فِي الندى منشور تالله إني شائد ما قدموا * جَدِّي الرَّشِيدُ وَقَبْلَهُ الْمَنْصُورُ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ محمد ابن يَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ أَبُو الْقَاسِمِ الشَّاعِرُ الْمَعْرُوفُ بالمطرز، ومن شعره قَوْلُهُ: يَا عَبْدُ كَمْ لَكَ مِنْ ذَنْبٍ وَمَعْصِيَةٍ * إِنْ كُنْتَ نَاسِيَهَا فَاللَّهُ أَحْصَاهَا

لَا بد يا عبد من يوم تقوم به * وَوَقْفَةٍ لَكَ يُدْمِي الْقَلْبَ ذِكْرَاهَا إِذَا عَرَضْتُ عَلَى قَلْبِي تَذَكُّرَهَا * وَسَاءَ ظَنِّي فَقُلْتُ اسْتَغْفِرِ الله محمد بن الحسن بن علي ابن عَبْدِ الرَّحِيمِ أَبُو سَعْدٍ الْوَزِيرُ، وَزَرَ لِلْمَلِكِ جلال الدولة سِتَّ مَرَّاتٍ، ثُمَّ كَانَ مَوْتُهُ بِجَزِيرَةِ ابْنِ عمر فيها عَنْ سِتٍّ وَخَمْسِينَ سَنَةً.

مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُوسَى أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْوَاعِظُ الشِّيرَازِيُّ، قَالَ الْخَطِيبُ: قَدِمَ بَغْدَادَ وَأَظْهَرَ الزُّهْدَ وَالتَّقَشُّفَ وَالْوَرَعَ، وَعُزُوفَ النَّفْسِ عَنِ الدُّنْيَا، فَافْتَتَنَ النَّاسُ بِهِ، وَكَانَ يَحْضُرُ مَجْلِسَهُ خَلْقٌ كَثِيرٌ، ثمَّ إنه بَعُدَ حين كان يعرض عليه الشئ فيقبله، فَكَثُرَتْ أَمْوَالُهُ وَلَبِسَ الثِّيَابَ النَّاعِمَةَ وَجَرَتْ لَهُ أُمُورٌ، وَكَثُرَتْ أَتْبَاعُهُ وَأَظْهَرَ أَنَّهُ يُرِيدُ الْغَزْوَ فاتبعه نفر كثير، فعسكر بظاهر البلد، وَكَانَ يُضْرَبُ لَهُ الطَّبْلُ فِي أَوْقَاتِ الصَّلَوَاتِ وسار إلى ناحية أذربيجان، فالتف عليه خلق كثير، وضاها أَمِيرَ تِلْكَ النَّاحِيَةِ، وَكَانَتْ وَفَاتُهُ هُنَالِكَ فِي هَذِهِ السَّنَةِ.

قَالَ الْخَطِيبُ: وَقَدْ حَدَّثَ بِبَغْدَادَ وَكَتَبْتُ عَنْهُ أَحَادِيثَ يَسِيرَةً، وَحَدَّثَنِي بَعْضُ أَصْحَابِنَا عنه بشئ يدل على ضعفه، وأنشد هُوَ لِبَعْضِهِمْ: إِذَا مَا أَطَعْتَ النَّفْسَ فِي كل لذة * نسبت إلى غير الحجى والتكرم إذا ما أجبت النَّاس فِي كُلِّ دَعْوَةٍ * دَعَتْكَ إِلَى الْأَمْرِ الْقَبِيحِ المحرم المظفر بن الحسين ابن عُمَرَ بْنِ بُرْهَانَ، أَبُو الْحَسَنِ الْغَزَّالُ، سَمِعَ محمد بن المظفر وغيره، وكان صدوقاً.

<<  <  ج: ص:  >  >>