للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شاهان شاه بن أيوب ابن شادي، اسْتُشْهِدَ مَعَ نُورِ الدِّينِ، وَهُوَ وَالِدُ السِّتِّ عذار، واقفة العذارية، وتقي الدين عمر واقف التقوية.

علي بن الحسين ابن مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الزَّيْنَبِيُّ، أَبُو الْقَاسِمِ الْأَكْمَلُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ نُورُ الْهُدَى بْنُ أَبِي الْحَسَنِ نِظَامُ الْحَضْرَتَيْنِ ابْنُ نَقِيبِ النُّقَبَاءِ أَبِي القاسم بن الْقَاضِي أَبِي تَمَّامٍ الْعَبَّاسِيُّ، قَاضِي الْقُضَاةِ بِبَغْدَادَ وغيرها، سَمِعَ الْحَدِيثَ، وَكَانَ فَقِيهًا رَئِيسًا، وَقُورًا حَسَنَ الْهَيْئَةِ وَالسَّمْتِ، قَلِيلَ الْكَلَامِ، سَافَرَ مَعَ الْخَلِيفَةِ

الرَّاشِدِ إِلَى الْمَوْصِلِ، وَجَرَتْ لَهُ فُصُولٌ ثُمَّ عَادَ إِلَى بَغْدَادَ فَمَاتَ بِهَا فِي هَذِهِ السَّنَةِ، وَقَدْ جَاوَزَ السِّتِّينَ، وَكَانَتْ جِنَازَتُهُ حَافِلَةً.

أبو الحجاج يوسف بن درباس (١) الْفِنْدَلَاوِيُّ، شَيْخُ الْمَالِكِيَّةِ بِدِمَشْقَ، قُتِلَ يَوْمَ السَّبت سَادِسَ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ قَرِيبًا مِنَ الرَّبْوَةِ فِي أرض النيرب، هو والشيخ عبد الرحمن الجلجولي، أحد الزهاد رحمهما اللَّهُ تَعَالَى، وَاللَّهُ سُبْحَانَهُ أَعْلَمُ.

ثُمَّ دَخَلَتْ سنة أربع وأربعين وخمسمائة

فِيهَا كَانَتْ وَفَاةُ الْقَاضِي عِيَاضِ بْنِ مُوسَى بْنِ عِيَاضِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مُوسَى بْنِ عِيَاضِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى بْنِ عِيَاضٍ الْيَحْصُبِيِّ السَّبْتِيِّ، قَاضِيهَا أَحَدُ مَشَايِخِ الْعُلَمَاءِ الْمَالِكِيَّةِ، وصاحب المصنفات الكثيرة المفيدة، منها الشفا، وشرح مسلم، ومشارق الْأَنْوَارِ، وَغَيْرُ ذَلِكَ، وَلَهُ شِعْرٌ حَسَنٌ، وَكَانَ إِمَامًا فِي عُلُومٍ كَثِيرَةٍ، كَالْفِقْهِ وَاللُّغَةِ وَالْحَدِيثِ وَالْأَدَبِ، وَأَيَّامِ النَّاسِ، وُلِدَ سَنَةَ سِتٍّ وَأَرْبَعِينَ وأربعمائة، ومات يَوْمَ الْجُمُعَةِ فِي جُمَادَى الْآخِرَةِ، وَقِيلَ فِي رمضان من هذه السنة، بمدينة سبتة.

وَفِيهَا غَزَا الْمَلِكُ نُورُ الدِّينِ مَحْمُودُ بْنُ زَنْكِيٍّ صَاحِبُ حَلَبَ بِلَادَ الْفِرِنْجِ، فَقَتَلَ مِنْهُمْ خلقاً، وكان فيمن قَتَلَ الْبِرِنْسُ صَاحِبُ أَنْطَاكِيَةَ، وَفَتَحَ شَيْئًا كَثِيرًا من قلاعهم ولله الحمد.

وَكَانَ قَدِ اسْتَنْجَدَ بِمُعِينِ الدِّينِ بْنِ أَتَابِكِ دِمَشْقَ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ بِفَرِيقٍ مِنْ جَيْشِهِ صُحْبَةَ الأمير مجاهد الدين بن مروان بن مس، نَائِبِ صَرْخَدَ فَأَبْلَوْا بَلَاءً حَسَنًا، وَقَدْ قَالَ الشُّعَرَاءُ فِي هَذِهِ الْغَزْوَةِ أَشْعَارًا كَثِيرَةً، مِنْهُمُ ابن


(١) انظر حاشية (١) ص ٢٧٩.
(*)

<<  <  ج: ص:  >  >>