للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في وقت ودرّس بالنورية بعد أبيه، ثم درّس بَعْدَهُ الشَّيْخُ شَمْسُ الدِّينِ بْنُ الصَّدْرِ سُلَيْمَانَ بن النقيب.

المفسر الشيخ الْعَالِمُ الزَّاهِدُ جَمَالُ الدِّين أَبُو (١) عَبْدِ اللَّهِ محمد بن سليمان بن حسن بْنِ الْحُسَيْنِ الْبَلْخِيُّ، ثُمَّ الْمَقْدِسِيُّ الْحَنَفِيُّ، وُلِدَ فِي النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ سَنَةَ إِحْدَى عَشْرَةَ وَسِتِّمِائَةٍ بِالْقُدْسِ، وَاشْتَغَلَ بِالْقَاهِرَةِ وَأَقَامَ مُدَّةً بِالْجَامِعِ الْأَزْهَرِ وَدَرَّسَ فِي بَعْضِ الْمَدَارِسِ هُنَاكَ، ثُمَّ انْتَقَلَ إِلَى الْقُدْسِ فَاسْتَوْطَنَهُ إِلَى أَنْ مَاتَ فِي الْمُحَرَّمِ مِنْهَا، وَكَانَ شَيْخًا فَاضِلًا فِي التَّفْسِيرِ، وَلَهُ فِيهِ مُصَنَّفٌ حَافِلٌ كَبِيرٌ جَمَعَ فيه خمسين مصنفاً من التفسير، وَكَانَ النَّاسُ يَقْصِدُونَ زِيَارَتَهُ بِالْقُدْسِ الشَّرِيفِ وَيَتَبَرَّكُونَ بِهِ.

الشَّيْخُ أَبُو يَعْقُوبَ الْمَغْرِبِيُّ الْمُقِيمُ بِالْقُدْسِ كَانَ النَّاسُ يَجْتَمِعُونَ بِهِ وَهُوَ مُنْقَطِعٌ بِالْمَسْجِدِ الأقصى، وكان الشيخ تقي الدين بن تَيْمِيَةَ يَقُولُ فِيهِ: هُوَ عَلَى طَرِيقَةِ ابْنِ عَرَبِيٍّ وَابْنِ سَبْعِينَ، تُوُفِّيَ فِي الْمُحَرَّمِ مِنْ هذه السنة.

التقي توبة الْوَزِيرُ تَقِيُّ الدِّينِ تَوْبَةُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُهَاجِرِ بْنِ شُجَاعِ بْنِ تَوْبَةَ الرَّبَعِيُّ التَّكْرِيتِيُّ، وُلِدَ سَنَةَ عِشْرِينَ وَسِتِّمِائَةٍ يَوْمَ عَرَفَةَ بِعَرَفَةَ، وتنقل بالخدم إِلَى أَنْ صَارَ وَزِيرًا بِدِمَشْقَ مَرَّاتٍ عَدِيدَةٍ (٢) ، حتى توفي ليلة الخميس ثاني (٣) جمادى الآخر ة، وَصُلِّيَ عَلَيْهِ غَدْوَةً بِالْجَامِعِ وَسُوقِ الْخَيْلِ، وَدُفِنَ بِتُرْبَتِهِ تُجَاهَ دَارِ الْحَدِيثِ الْأَشْرَفِيَّةِ بِالسَّفْحِ، وَحَضَرَ جنازته القضاة والأعيان، وياشر بَعْدَهُ نَظَرَ الدَّوَاوِينِ فَخْرُ الدِّينِ بْنُ الشِّيرَجِيِّ، وَأَخْذَ أَمِينُ الدِّينِ بْنُ الْهِلَالِ نَظَرَ الْخِزَانَةِ.

الْأَمِيرُ الْكَبِيرُ شَمْسُ الدِّينِ بَيْسَرِيٌّ، كَانَ مِنْ أكابر الأمراء المتقدمين فِي خِدْمَةِ الْمُلُوكِ، مِنْ زَمَنِ قَلَاوُونَ وَهَلُمَّ جَرًّا، تُوُفِّيَ فِي السِّجْنِ بِقَلْعَةِ مِصْرَ، وَعُمِلَ لَهُ عَزَاءٌ بِالْجَامِعِ الْأُمَوِيِّ، وَحَضَرَهُ نَائِبُ السَّلْطَنَةِ

الأفرم والقضاة والأعيان.


(١) من السلوك ١ / ٨٨١ وتذكره النبيه ١ / ٢١٥ والوافي ٣ / ١٣٦ وفي الاصل: جمال الدين عبد الله بن محمد ... وانظر عقد الجمان للعيني حوادث سنة ٦٩٨ هـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>