للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَالْأَعْيَانُ.

وَفِي أَوَّلِ رَبِيعٍ الْآخِرِ خُلِعَ عَلَى الملك الأفضل محمد (١) بن الْمَلِكِ الْمُؤَيِّدِ صَاحِبِ حَمَاةَ

وَوَلَّاهُ السُّلْطَانُ الْمَلِكُ النَّاصِرُ مَكَانَ أَبِيهِ بِحُكْمِ وَفَاتِهِ، وَرَكِبَ بِمِصْرَ بِالْعَصَائِبِ (٢) وَالشَّبَّابَةُ وَالْغَاشِيَةُ أَمَامَهُ.

وَفِي نِصْفِ هَذَا الشَّهْرِ سَافَرَ الشَّيْخُ شَمْسُ الدِّينِ الْأَصْفَهَانِيُّ شَارِحُ الْمُخْتَصَرِ وَمُدَرِّسُ الرَّوَاحِيَّةِ إِلَى الدِّيَارِ الْمِصْرِيَّةِ عَلَى خَيْلِ الْبَرِيدِ وَفَارَقَ دِمَشْقَ وَأَهْلَهَا وَاسْتَوْطَنَ الْقَاهِرَةَ.

وَفِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ تَاسِعِ جُمَادَى الْآخِرَةِ خُطِبَ بالجامع الذي أنشأه الأمير سيف الدين آل ملك وَاسْتَقَرَّ فِيهِ خَطِيبًا نُورُ الدِّينِ عَلِيُّ بْنُ شَبِيبٍ الْحَنْبَلِيُّ.

وَفِيهِ أَرْسَلَ السُّلْطَانُ جَمَاعَةً مِنَ الأمراء إلى الصعيد فأحاطوا على سِتِّمِائَةِ رَجُلٍ مِمَّنْ كَانَ يَقْطَعُ الطَّرِيقَ فَأُتْلِفُ بعضهم.

وفي جماى الْآخِرَةِ تَوَلَّى شَدَّ الدَّوَاوِينِ بِدِمَشْقَ نُورُ الدِّينِ بْنُ الْخَشَّابِ عِوَضًا عَنِ الطَّرْقَشِيِّ.

وَفِي يَوْمِ الْأَرْبِعَاءِ حَادِيَ عَشَرَ رَجَبٍ خُلِعَ عَلَى قَاضِي القضاة علاء الدين بن الشَّيْخِ زَيْنِ الدِّينِ بْنِ الْمُنَجَّا بِقَضَاءِ الْحَنَابِلَةِ عِوَضًا عَنْ شَرَفِ الدِّينِ بْنِ الْحَافِظِ، وَقُرِئَ تقليده بالجامع، وحضر الْقُضَاةُ وَالْأَعْيَانُ.

وَفِي الْيَوْمِ الثَّانِي اسْتَنَابَ بُرْهَانَ الدِّينِ الزُّرَعِيَّ.

وَفِي رَجَبٍ بَاشَرَ شَمْسُ الدِّينِ موسى بن التاج إِسْحَاقَ نَظَرَ الْجُيُوشِ بِمِصْرَ عِوَضًا عَنْ فَخْرِ الدِّينِ (٣) كَاتِبِ الْمَمَالِيكِ تُوُفِّيَ، وَبَاشَرَ النَّشْوَ مَكَانَهُ فِي نَظَرِ الْخَاصِّ، وَخُلِعَ عَلَيْهِ بِطَرْحَةٍ، فَلَمَّا كَانَ فِي شَعْبَانَ عُزِلَ هُوَ وَأَخُوهُ الْعَلَمُ ناظر الدواوين وصودروا وضربوا ضرباً عظيماً، وَتَوَلَّى نَظَرَ الْجَيْشِ الْمَكِينُ بْنُ قَرَوِينَةَ، وَنَظَرَ الدَّوَاوِينِ أَخُوهُ شَمْسُ الدِّينِ بْنُ قَرَوِينَةَ.

وَفِي شعبان كان عرش أنوك، ويقال كان اسمه محمد بن السُّلْطَانِ الْمَلِكِ النَّاصِرِ، عَلَى بِنْتِ الْأَمِيرِ سَيْفِ الدِّينِ بَكْتَمُرَ السَّاقِيِّ، وَكَانَ جِهَازُهَا بِأَلْفِ أَلْفِ دِينَارٍ، وَذُبِحَ فِي هَذَا الْعُرْسِ مِنَ الْأَغْنَامِ والدجاج والإوز والخيل والبقر نحو من عشرين ألفاً، وحملت حَلْوَى بِنَحْوِ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ أَلْفِ قِنْطَارٍ، وَحُمِلَ لَهُ مِنَ الشَّمْعِ ثَلَاثَةُ آلَافِ قِنْطَارٍ (٤) ، قَالَهُ الشيخ أبو بكر، وَكَانَ هَذَا الْعُرْسُ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ حَادِيَ عَشَرَ شَعْبَانَ.

وَفِي شَعْبَانَ هَذَا حُوِّلَ الْقَاضِي مُحْيِي الدِّينِ بْنُ فَضْلِ اللَّهِ مِنْ كِتَابَةِ السِّرِّ بِمِصْرَ إِلَى كِتَابَةِ السِّرِّ بِالشَّامِ، وَنُقِلَ شَرَفُ الدِّينِ بْنُ شَمْسِ الدِّينِ بْنِ الشِّهَابِ مَحْمُودٍ إِلَى كِتَابَةِ السِّرِّ بِمِصْرَ، وَأُقِيمَتِ الْجُمُعَةُ بِالشَّامِيَّةِ البرانية في خامس عشر شَعْبَانَ، وَحَضَرَهَا الْقُضَاةُ وَالْأُمَرَاءُ، وَخَطَبَ بِهَا الشَّيْخُ زَيْنُ الدِّينِ عَبْدُ النُّورِ الْمَغْرِبِيُّ وَذَلِكَ بِإِشَارَةِ الأمير حسام الدين اليشمقدار الْحَاجِبُ بِالشَّامِ، ثُمَّ خَطَبَ عَنْهُ كَمَالُ الدَّيْنِ بن الزكي، وفيه أمر نائب السلطنة


(١) من مختصر أخبار البشر ٤ / ١٠٤ وتذكرة النبيه ٢ / ٢٢٥ والدرر ٤ / ٨، وفي الاصل: علي تصحيف.
وقد ولي حكم حماه حتى عزله الاشرف كجك سنة ٧٤٢ هـ وقرره أمير مائة بدمشق فتوفي في نفس السنة.

<<  <  ج: ص:  >  >>