للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مطلقاً لأنهم من أب وأم واحدة، وقيل: معناه من قتل نفساً نبياً أو إماماً عادلاً فهو كمن قتل الناس جميعاً من حيث ابطال المنفعة على الكل لأن منفعتهما عامة للكل، وقيل: المراد بمن قتل هو قابيل فإن عليه من الإثم بمنزلة إثم قتل الكل لأنه أول من سن القتل، فكل قتل

يوجد بعده يلحقه شىء من وزره، بعلة التسبب لقوله عليه الصلاة والسلام: "من سن سنة حسنة ... الحديث " وهذا حسن فى

المعنى، ولكن اللفظ لا يساعد عليه وهو قوله تعالى: (مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ)

لأن هذا المعنى إن أريد به قابيل لا تختص كتابته ببنى إسرائيل.

* * *

فإن قيل: كيف وجه قوله تعالى: (إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ... الآية) وحقيقة المحاربة بين العبد والرب ممتنعة؟

قلنا: فيه إضمار تقديره يحاربون أولياء الله، وقيل: أراد بالمحاربة المخالفة.

* * *

فإن قيل: كيف قال: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ أَنَّ لَهُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لِيَفْتَدُوا بِهِ)

ولم يقل بهما والمذكور شيئان؟

قلنا: قد سبق جواب مثله قبيل هذا في قوله تعالي: (إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا) .

وهنا جواب آخر وهو أن يكون وضع الضمير موضع

<<  <   >  >>