للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فإن قيل: كيف قال: (مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلَا سَائِبَةٍ وَلَا وَصِيلَةٍ وَلَا حَامٍ ... )

والجعل هو الخلق بدليل قوله تعالى: (وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا) وقوله: (وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ) وخالق هذه الأشياه هو الله تعالى؟

قلنا: المراد بالجعل هنا الإيجاب والأمر أي ما أوجبها ولا أمر بها.

وقيل: المراد بالجعل التحريم.

* * *

فإن قيل: قول تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ) .

يدل على عدم وجوب الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر وهما واجبان؟

قلنا: معنى قوله: "أنفسكم " أهل دينكم كما قال تعالى: (وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ)

أى أهل دينكم، وقيل: المراد به آخر الزمان عند

فساد الناس، وتعذر الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر وهو زماننا

هذا.

* * *

فإن قيل: كيف تقول الرسل: (لا علم لنا) إذا قال الله تعالى

لهم (ماذا أجبتم) وهم عالمون بماذا أجيبوا؟

قلنا: هذا جواب الدهشة والحيرة، حين تطيش عقولهم من زفرة

جهنم نعوذ بالله منها، ومثله لا يفيد نفى العلم ولا إثباته، الثانى:

أنهم قالوا ذلك تعريضاً بالتشكى من قومهم واظهارا للالتجاء إلى الله

<<  <   >  >>