للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قلنا: لما كان ذلك بسبب وسوسة الشيطان واغوئه أضيفا النزع إليه كما يقال: أشبعنى الطعام، وأروانى الشراب، المشبع والمروى في الحقيقة إنما هو الله تعالى وهما سبب.

* * *

فإن قيل: كيف قال: (كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ) وهو بدأنا أولا نطفة ثم علقة ثم مضغة ثم عظاماً ثم لحما كما ذكر، ونحن لا نعود عند الموت ولا عند البعث بعد الموت على ذلك الترتيب؟

قلنا: معناه كما بدأكم أولا من تراب كذلك تعودون تراباً، وقيل: معناه كما أوجدكم أولا بعد العدم كذلك يعيدكم بعد العدم، فالتشبيه في نفس الإحياء والخلق لا في الكيفية والترتيب، وقيل: معناه كما بدأكم سعداء وأشقياء كذلك تعودون، ويؤيده تمام الآية، وقيل: معناه

كما بدأتم لا تملكون شيناً كذلك تعودون، كما قال تعالى: (وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى ... الأية) .

* * *

فإن قيل: كيف قال تعالى مخبرا عن الزينة والطيبات من الرزق: (قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا) مع أن الواقع المشاهد أنها لغير الذين آمنوا أكثر وأدوم؟

قلنا: فيه إضمار تقديره قل هى للذين آمنوا غير خالصة في الحياة الدنيا، لأن المشركين شاركوهم فيها، خالصة للمؤمنين في الآخرة.

* * *

فإن قيل: كيف قال تعالى: (وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) والميراث عبارة عما ينتقل من ميت إلى حى؟

<<  <   >  >>