للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والأنبياء معصومون عن مطلق الكبائر فضلا عن الشرك الذي هو أكبر الكبائر؟

قلنا: المراد بقوله تعالى: "جعلا له " أي جعل أولادهما بطريق حذف المضاف وكذا قوله تعالى: (فِيمَا آتَاهُمَا) أي فيما أتى أولادهما، ويؤيد هذا قوله تعالى: (فَتَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ) حيث ذكر ضمير الجمع ولم يقل يشركان، ومعنى اشراك أولادهما فيما آتاهما الله تسميتهم أولادهم بعبد العزى، وعبد مناة، وعبد شمس ونحو ذلك مكان عبد الله وعبد الرحمن وعبد الرحيم.

وقيل: الضمير في (جعلا) للولد الصالح وهو السليم الخلق، وإنما قال: "جعلا" لأن حواء كانت تلد في كل بطن ذكرا وأنثى، وقيل: المراد بذلك تسميتهما اياه عبد الحارث والحارث كان اسم إبليس في الملآئكة، وسبب تلك التسمية يعرف من تفسير الآية، وإنما قال

(شركاء) إقامة للواحد مقام الجمع، ولم يذهب آدم وحواء إلى أن الحارث ربه، بل قصدا أنه كان سبب نجاته، وقال جمهور المفسرين قوله تعالي: (فَتَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ) في مشركي العرب خاصة، وهو منقطع عن قصة آدم وحواء.

<<  <   >  >>