للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والقربة والحسنة ونحو ذلك، وهذا ضد قوله تعالى:

(وَآتَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ)

فدل على أن للطاعات أجر معجلا في الدنيا غير الأجر المؤخر إلى الآخرة، وهو القبول وحسن الثناء، والذكر والقاء المحبة في قلوب الخلق كما قال الله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا)

قيل: معناه يحبهم ويحببهم إلى عباده من غير سبب بينه وبينهم يوجب المحبة، وكذلك على العكس حال

العصاة والفساق يبغضهم ويبغضهم إلى عباده من غير سبب بينهم يوجب البغض.

* * *

فإن قيل قوله تعالى: (وَمَا لَهُمْ فِي الْأَرْضِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ)

لم خص الأرض بالنفى، مع أن المنافقين ليس لهم ولى ولا نصير من عذاب الله تعالى في الأرض ولا في السماء في الدنيا ولا في الآخرة؟

قلنا: لما كان المنافقون لا يعتقدون الوحدانية، ولا يصدقون بالآخرة، كان اعتقادهم وجود الولى والنصير مقصورا على الدنيا.

فعبر عن الدنيا بالأرض، وخصها بالذكر لذلك، الثانى: أنه تعالى أرد بالأرض أرض الدنيا والآخرة، فكأنه قال: وما لهم في الدنيا والآخرة من ولى ولا نصير.

* * *

فإن قيل: لم خص السبعين بالذكر في قوله تعالى: (إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ)

<<  <   >  >>