للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لإلزام الحجة على النصارى.

* * *

فإن قيل: قوله تعالى: (وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا)

ما فائدة قوله: "جميعا" بعد قوله: "كلهم " وهو يفيد الشمول والإحاطة؟

قلنا: كل يفيد الشمول والإحاطة، ولا يدل على " وجود إيمان منهم بصفة الاجتماع، وجميعا يدل على " وجوده منهم في حالة واحدة كما تقول: جاء القوم كلهم جميعا، أي مجتمعين، ونظيره

قوله تعالى: (فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ) .

* * *

فإن قيل: قوله تعالى: (قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ) كيف يصح هذا مع إنا لا نعلم جميع ما فيهما ولا نراه؟

قلنا: هو عام أريد به ما ندركه بالأبصار أو البصيرة مما فيهما كالشمش والقمر والنجوم والجبال والبحار والمعادن والنبات والحيوان ونحو ذلك مما يدل على وجود الصانع وتوحيده وعظيم قدرته فنستدل به على ما وراءه.

* * *

فإن قيل: قوله تعالى: (وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ ... الآية)

الحكمة في ذكر المس في أحدهما والإرادة في الآخر؟

قلنا: إنما عدل عن لفظ المس المذكور في سورة الأنعام إلى لفظ

<<  <   >  >>