للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فإن قيل: "بعداً " معناه عند العرب الدعاء بالهلاك، كذا نقله الزمخشري فما معني الدعاء عليهم بالهلاك بعد هلاكهم؟

قلنا: معناه الدلالة على أنهم مستأهلون له وحقيقون به، ونقيضه قول الشاعر:

إخوتى لا يبعدوا أبداً. . . وبلى والله قد بعدوا

أراد بالدعاء لهم بنفى الاهلاك بعد هلاكهم. الإعلام بأنهم لم يكونوا مستأهلون له ولا حقيقين به.

* * *

فإن قيل: قوله تعالى: (وَلَا تَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ)

نهى عن النقص فيهما، والنهى عن النقص أمر بالإيفاء معنى، فما فائدة قوله تعالى بعد ذلك: (وَيَا قَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ) ؟

قلنا: صرح أولا بنهيهم عن النقص الذي كانوا يفعلونه لزيادة المبالغة في تقبيحه وتغيرهم إياه، ثم صرح بالأمر بالإيفاء بالعدل الذي هو أحسن عقلا لن لزيادة الترغيب فيه والحث عليه.

* * *

فإن قيل: قوله تعالى: (وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ)

العثو الفساد فيصير المعنى ولا تفسدوا في الأرض

مفسدين؟

قلنا: قد سبق مثل هذا السؤال وجوابه في سورة البقرة، وجواب آخر معناه: ولا تعثوا في الأرض مفسدين بالكفر وأنتم مفسدون بنقص المكيال والميزان.

<<  <   >  >>