للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الثانى: أنه عائد إلى أصحاب اليمين خاصة، وأنما خصهم بذلك لأنهم يعلمون أنهم لا يظلمون، ويعتقدون ذلك بخلاف أصحاب الشمال فإنهم يعتقدون أو يظنون أنهم يظلمون، ويعضد هذا الوجه قوله تعالى: (وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا يَخَافُ ظُلْمًا وَلَا هَضْمًا) .

* * *

فإن قيل: كيف قال موسى عليه الصلاة والسلام لفرعون: (قَالَ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنْزَلَ هَؤُلَاءِ) يعنى الآيات (إِلَّا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ بَصَائِرَ) يعنى بينات وحججاً واضحات، وفرعون لم يعلم ذلك لأنه لو علم ذلك لم يقل لموسى: (إِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا مُوسَى مَسْحُورًا)

أى مخدوعاً أو قد سحرت أو ساحراً. مفعول بمعنى فاعل على اختلاف الأقوال، بل كان يؤمن به، وكيف يعلم ذلك وقد طبع الله على قلبه وأضله وحال بينه وبين الهدى الرشاد ولهذا قرأ على رضى الله عنه "لقد علمت " بضم التاء، وقال: والله ما علم عدو الله، ولكن موسى هو الذي علم، واختار الكسائى وثعلب قراءة على

ونصراها بأنه لمأ نسب موسى إلى أنه مسحوراً علمه بصحة عقله بقوله: "لقد علمت "؟

<<  <   >  >>