للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والمراد بالكلمة الخبثةكلمة الشرك، كما قال ابن عباس رضى الله عنهما: وبالشجرة الخبثة شجرة الحنظل، كذا قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا يدل على ضعف كلمة الشرك وتلاشيها واضمحلالها، فكيف التوفيق بينهما؟

قلنا: وصفت كلمة الشرك في سورة إبراهيم عليه الصلاة والسلام بالضعف، وهنا بالقبح والفظاعة فلا تنافى بينهما.

* * *

فإن قيل: كيف قال الله تعالى: (لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا) والإحصاء العد على ما نقله الجوهرى، أو الحصر على ما نقله بعض أئمة التفسير، كماسبق ذكره في سورة إبراهيم عليه الصلاة والسلام في قوله تعالى: (وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا) فإن كان الاحصاء العد فهو تكرار وإن كان الحصر فذكره مغنن ذكر العدد، لأن الحصر لايكون إلا بعد معرفة العدد؟

قلنا: الاحصاء قد جاء بمعنى العلم أيضا، ومنه قوله تعالى: (وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا) أي علم عدد كل شيء وقال الشاعر:

وكن للذى لم تحصه متعلما. . . وأما الذي أحصيت منه فعلم

وهو المراد هنا، فيصير المعنى لقد علمهم أي علم أفعالهم وأقوالهم

<<  <   >  >>