للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ينسب إليه العبث في حملها.

* * *

[فإن قيل: كيف نقل أنها كانت تضيء له بالليل، وتدفع نه الهوام، وتثمر له إذا اشتهى الثمار فغرسها في الأرض من ساعتها، ويركزها فينبع الماء من مركزها، فإذا رفعها نضب، وكان يستقى بها فتطول بطول البئر وتقصر بقصرها، فهلا عدد هذه المنافع؟]

قلنا: كره أن يشتغل عن سماع كلام الله تعالى بتفصيل منافعها، ففصل البعض وأجمل الباقى بقوله: (وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى) والله أعلم بما أجمله، الثانى: (أنه) ذكر المنافع التى هى ألزم

له وحاجته إليها أمس، وإن كانت المنافع التى أجملها أعجب وأغرب.

* * *

فإن قيل: قد ذكر الله تعالى عصى موسى عليه الصلاة والسلام بلفظ الحية والثعبان والجان، وبين الثعبان والجان تناف، لأن الجان الحية الصغيرة كذا قاله ابن عرفه، والثعبان الحية العظيمة كذا نقله الأزهرى عن الزجاج وقطرب؟

قلنا: أراد بها في صورة الثعبان العظيم وصفة الحية الصغيرة وحركتها، ولهذا قال: (فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ) ، الثانى: أنها كانت في أول انقلابها تنقلب حية صغيرة صغراء دقيقة ثم تتورم ويتزايد حجمها حتى تصير ثعباناً، فأريد بالجان أول حالها، وبالثعبان مآلها.

<<  <   >  >>