للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مع أن اكراههن على الزنا حرام في كل حال؟

قلنا: لأن سبب نزول الآية أن الجاهلية يكرهون إماءهم على الزنا مع إرداتهن التحصن (فورد النهى عن على صفه السبب وإن لم يكن شرطا فيه، الثانى أنه تعالى إنما شرط إراده التحصن) لأن الإكراه لا يتصور إلا عند إرادة التحصن لأن الأمة إذا لم ترد التحصن فإنها تزني بالطبع، لأن إرادتها الجماع مستمره في جميع الأحوال طبعاً، ولا بدله من أحد الطرفين، الثالث أن (إن) بمعني إذ كما في قوله تعالى: (وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) وقوله تعالى: (وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ)

والرابع: أن في الكلام تقديماً وتأخيراً تقديره: وأنكحوا الأيامي منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم وإن أردن تحصناً، ويبقي قوله تعالى: (وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ) مطلقاً معلق.

* * *

فإن قيل: كيف مثل الله تعالى نوره اي معرفته وهداه في قلب المؤمن بنور المصباح في قوله تعالى: (مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ) ولم يمثله بنور الشمس، مع أن نورها أتم وأكمل؟

قلنا: المقصود تمثيل النور في القلب، والقلب في الصدر، والصدر

<<  <   >  >>