للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فإن قيل: كيف حل له تعذيب الهدهد حتى قال: (لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا) ؟

قلنا: لعل ذلك أبيح له خاصة كما خص بعضهم منطق الطير وتسخيره له وغير ذلك.

* * *

فإن قيل: كيف استعظم الهدهد عرشها مع ما كان يرى من ملك سليمان عليه السلام حتى قال: (وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ) ؟

قلنا: يجوز أنه استصغر حالها بالنسبة لحال سليمان فاستعظم لها ذلك العرش، الثانى: أنه يجوز أن لا يكون لسليمان مثله، وإن عظمت

مملكته في كل شيء كما يكون لبعض الأمراء شيء لا يكون للملك مثله.

* * *

فإن قيل: كيف قال الهدهد: (وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ) مع قول سليمان عليه السلام: (وَأُوتِينَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ) فكأنه سوى بينهما؟

قلنا: بينهما فرق وهو أن الهدهد أراد به وأوتيت من كل شيء من أسباب الدنيا، لأنه عطف على الملك، وسليمان أراد به وأوتينا من كل شيء من أسباب الدين والدنيا، ويؤيد ذلك عطفه على المعجزة وهى منطق الطير.

* * *

فإن قيل: كيف سوى الهدهد بين عرشها وعرش الله تعالى فى

<<  <   >  >>