للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فإن قيل: كيف قيل له: (قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا) وإنما يكون مصدقاً لها لو وجد منه الذبح ولم يوجد؟

قلنا: معناه قد فعلت غاية ما في وسعك مما يفعله الذابح من إلقاء ولدك وامرار ألشفرة على حلقه، ولكن الله تعالى منع الشفرة أن تقطع، وقيل: إن الذي رآه في المنام معالجة الذبح فقط، لا إراقة الدم، وقد فعل ذلك في اليقظة فكان مصدقاً للرؤيا.

* * *

فإن قيل: أين جواب " لما " في قوله تعالى: (فَلَمَّا أَسْلَمَا) ؟

قلنا: قيل هو محذوف تقديره: استبشراً واغتبطاً وشكرا الله تعالى على ما أنعم به عليهما من الفداء، أو تقديره: سعدا أو أجزل ثوابهما، وقيل الجواب هو قوله تعالى: (ناديناه) والواو زائدة كما في قول امرئ القيس:

فلما أجزنا ساحة الحى وانتحى. . . بنا بطن خبت ذى خفاف عقنقل

أى فلما أجزنا ساحة الحى أنتحى، كذا نقله أبن الأنبارى في شرحه.

* * *

فإن قيل: كيف قال تعالى في آخر قصة إبراهيم عليه السلام: (كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ) وفى غيرها من القصص قبلها أو بعدها: (إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ) ؟

قلنا: لما سبق في قصة إبراهيم عليه السلام مرة: (إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ)

<<  <   >  >>