للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فإن قيل: مثل السيئة سيئة فما معنى قوله تعالى:

(وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا) ؟

قلنا: معناه أن جزاء السيئة له حساب وتقدير لئلا يزيد على المقدار المستحق، فأما جزاء العمل الصالح فبغير تقدير وحساب كما قال تعالى في آخر الآية.

* * *

فإن قيل: قوله تعالى: (مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا) ينافى ذلك؟

قلنا: ذلك لمنع النقصان لا لمنع الزيادة كما قال الله تعالى: (لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ) .

* * *

فإن قيل: كيف قال تعالى: (وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ) ولم يقل: وقال الذين في النار لخزنتها؟

قلنا: لأن في ذكر جهنم تهويلاً وتفظيعاً، وقيل: إن جهنم هى أبعد النار قعرا وخزنتها أعلى الملآئكة الموكلين بالنار مرتبة، فإنما قصدهم

أهل النار بطلب الدعاء منهم لذلك.

* * *

فإن قيل: كيف قال المشركون: (بَلْ لَمْ نَكُنْ نَدْعُو مِنْ قَبْلُ شَيْئًا) مع قولهم: (هَؤُلَاءِ شُرَكَاؤُنَا الَّذِينَ كُنَّا نَدْعُو مِنْ دُونِكَ) ؟

<<  <   >  >>