للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المجاهدين والقاعدين بعذر، والمراد بالثانى: التفضيل على القاعدين

عن الغزاة بغير عذر، وأولئك لا فضل لهم بل هم مقصرون مسيؤون فظهر فضل الغزاة عليهم بدرجات لانتفاء الفضل لهم.

* * *

فإن قيل: كيف صح قولهم: (كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ) جواباً لقول الملآئكة: "فيم كنتم " والجواب المطابق أن يقولوا كنا في كذا

أو لم نكن في شيء؟

قلنا: معنى "فيم كنتم " التوبيخ بأنهم لم يكونوا في شيء من الدين

حيث قدروا على المهاجرة ولم يهاجروا، فصار قولهم " فيم كنتم " مجازاً عن قولهم (لم) تركتم الهجرة؟ فقالوا كنا مستضعفين في الأرض اعتذاراً عما وبخوا به تعللا، فردت عليهم الملآئكة ذلك بقولهم: (أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا) .يعني أنكم إن كنتم عاجزين عن الهجرة إلى المدينة لبعدها عنكم كنتم

قادرين على الخروج من مكة إلى بعض البلاد القريبة منكم، التى تقدرون فيها على إظهار دين الإسلام.

* * *

فإن قيل: كيف قال: (فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ) .

أى وجب، والعبد لا يستحق على مولاه أجراً، لأنه ليس بأجير له إنما هو عبد قن؟

<<  <   >  >>