للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يعلمون ما في نفس المريد المحب لهم ويقضون حوائجه، ثم يسرد أمورا منكرة مثل هذه، وفوق ذلك أننا نجد أن بعض العلماء يقرونهم على هذه الأفعال. فما هو حكم هؤلاء وحكم صلاتهم وصيامهم؟

الجواب: هذه أمور منكرة عظيمة خطيرة، ولا يجوز مثل هذا العمل، وأولياء الله هم أهل الإيمان، وليس أولياء الله أناسا خاصين غير أهل الإيمان، فأولياء الله هم المؤمنون وهم المسلمون كما قال الله عز وجل: {أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} (١) {الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ} (٢) [يونس: ٦٢، ٦٣] ، وقال جل وعلا: {وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ} (٣) [الأنفال: ٣٤] .

والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: «إن آل أبي فلان ليسوا لي بأولياء إنما أوليائي المؤمنون» (٤) فأولياء الله وأولياء رسوله صلى الله عليه وسلم وأولياء المؤمنين هم المؤمنون، وهم المتقون لله عز وجل، من جميع الناس؛ من العرب والعجم، من الذكور والإناث، من العلماء وغير العلماء، هؤلاء هم أولياء الله.

فاعتقاد أن المؤمنين أو بعض من يسمون بأولياء الله أنهم يعلمون الغيب، أو أنهم يدعون مع الله، أو يستغاث بهم، وينذر لهم، ويذبح لهم، ويتقرب إليهم بالذبائح، هذا شرك أكبر، وهذا شرك الجاهلية، وشرك المشركين الأولين، سواء كانوا أحياء أو أمواتا.

فإن اعتقد في هذا الشيخ أنه يعلم الغيب، أو يشفي المرضى، أو يتصرف في الكون، فهذا شرك أكبر والعياذ بالله، وهكذا لو قصد قبره إذا كان ميتا، يدعوه مع الله، ويستغيث به، وينذر له، ويطلب منه المدد،


(١) سورة يونس الآية ٦٢
(٢) سورة يونس الآية ٦٣
(٣) سورة الأنفال الآية ٣٤
(٤) صحيح البخاري الأدب (٥٦٤٤) ,صحيح مسلم الإيمان (٢١٥) ,مسند أحمد بن حنبل (٤/٢٠٣) .

<<  <   >  >>